تاريخ النشر : 15/08/2018 3:06:42 AM
المراشده يكتب: آه منك يا وقت الغدر والخيانة...!!
الزميل د.معين المراشده
الرقيب الدولي - كتب - د. معين المراشده * -
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان». صدقت يا شفيعى يا رسول الله .... أما أبوبكر الصديق رضي الله عنه فقال «أحمق الحمق الفجور، أصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة » صدقت يا أبابكر... أما أمير المؤمنين علي رضى الله عنه فقال «الوفاء توأم الصدق، ولقد أصبحنا فى زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً». صدقت يامن كرم الله وجهك... كما قال «من ضيع الأمانة، ورضى بالخيانة فقد تبرأ من الديانة» ..... ياه!! إلى هذا الحد عظم الإمام علي من خطيئة الخيانة.
لهذا إذا وجدت الخيانة من أقرب الناس إليك، فلا تبحث عن السبب ... ولا تضيع وقتك وتسأل نفسك «لماذا»، فمن الغباء أن تحاول الاحتفاظ بشخص لم يعرف قدرك وقال لك بأفعاله «لا يهمنى خسارتك»... بل ردد مع صوت عبدالوهاب قصيدته الشهيرة «من غير ليه». واعلم أنه من الطبيعى أن يطعنك أحد، ولكن الأصعب والأعظم هو نقض العهد وأن يطعن ظهرك من الأقرب إليك.... من أهلك... من أهل وطنك.... من أصدقائك.
لابد أن نتعلم أننا نمر بالغدر، بالمصاعب، بالخيانة لنتعلم دروس الحياة . ولنعلم أننا فى زمن الغدر وزمن الطعن من الخلف، الخائن يمضى وقته فى البحث عن الأعذار لخيانته ويختلق لنفسه الأعذار ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب!! أى صواب فى الخيانة والطعن من الخلف!!. فلا تلتفت لمن يخونك ومن يطعنك من ظهرك، فلن تتعلم دون أن تتألم ودون أن تخطئ... ولن تنجح دون أن تفشل، هذه هى الحياة. فلا تستغرب ....
لا تحزن ممن خانك، بل افرح لأنك فقدت إنساناً لم يعرف قيمتك ولأنك تتمتع بأخلاق لا تسمح لك بالخيانة مثله .... كم أنت مظلوم يا إنسان فى هذا الزمن «الأسود» كما وصفه الكاتب الألمانى «بريشت» حقاً إننا نعيش فى زمن أسود، الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها، والجبهة تفضح الخيانة، لأنه يتم طعنك فيه من الأهل والأصدقاء».... كم أنت مظلوم يا وطنى ....فى زمن الطعن من الخلف، يتم طعنك من الأبناء، القوى السياسية، الإعلام، جمعيات حقوق الإنسان، النشطاء، الطابور الخامس، إلخ... يطعنوك أحياناً بقصد وعن عمد، ينفذون خطط أعداء الوطن.... وأحياناً بجهل دون قصد وتحت مسميات أخرى «الديمقراطية، الشرعية، المتبل، الفلافل ، المدمس» !!... لا تحزن يا صديقى.... إذا خانك شخص وحذفك من حياته، فلربما لم تعجبه مرافقة الفرسان فقرر مرافقة من يشبهه. لا تحزن يا وطنى ... فمن يخونك ومن يطعنك، جبناء، قلوبهم قلوب حاقدة، سلوكهم سلوك غدر، لا يدركون أهميتك، قدرك ... فمن لا يعرف قدرك لا بد أن تنسحب جنسيته ولا يحمل لقب «اردني»!!.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير "الرقيب الدولي"
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر