مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشيرة النسور برعاية الدكتور فواز الزبون .. بدء فعاليات المؤتمر الدولي التاسع لكلية الآداب واللغات في جامعة جدارا .. صور وزير الخارجية يلتقي أمين عام المجلس الدنماركي للاجئين جائزة التميز الإعلامي العربي تتلقى 100 ترشح بترا تشارك بحملة للتبرع بالدم القوات المسلحة الأردنية تنفذ 7 إنزالات جوية شمالي قطاع غزة وسط حضور دبلوماسي.. محافظة يرعى افتتاح فعاليات الأسبوع الدولي الرابع لجامعة اليرموك- صور مستشار جلالة الملك يطلع على عدد من المراكز البحثية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الجمارك تحبط محاولة تهريب73.5 ألف حبة كبتاجون في مركز حدود جابر وفد أردني يشارك في اجتماعات دورة مجلس الاستثمار البريدي 2024 عطلة للمسيحيين بمناسبة أحد الشَّعانين وعيد الفصح المجيد المياه : ضبط وردم 18 بئرا مخالفة في الشونة الجنوبية بدء مؤتمر "التقانات الحيوية لتحقيق الأمن الغذائي" في جامعة جرش المعونة الوطنية يوقع اتفاقية شراكة مع جمعية أركان المجتمع للتنمية العمل تحرر 1004مخالفات وتنذر 1441منشأة خلال الربع الأول للعام الحالي

القسم : منبر الرقيب الدولي
تاريخ النشر : 25/09/2018 5:04:29 PM
الزميل المراشده يكتب: مابين أخلاق الرزاز المواطن وأخلاق الرزاز رئيس الحكومة ..!!
الزميل المراشده يكتب: مابين أخلاق الرزاز المواطن وأخلاق الرزاز رئيس الحكومة ..!!
الزميل د.معين المراشده


الرقيب الدولي - كتب - د.معين المراشده * - 

(1)
 
كل أخلاق مسيطرة تخلق نقيضها..

(2)

 أشهد أن المواطن الدكتور عمر منيف الرزاز شخص مهذب، راق، دمث الأخلاق، لم أسمع منه لفظاً قبيحاً في العام ولا في الخاص، ولم يتفوه بما يتعارض مع الأخلاق، لكن شهادتي لا تنسحب بأي حال على رئيس الوزراء الدكتور عمر منيف الرزاز .  

(3)

قبل أن يسألني أحدكم: وكيف تختلف أخلاق الرزاز الشخص والرزاز رئيس الوزراء...؟ عليه أن يسألني أولا: ما هي الأخلاق؟، وهل هي قواعد أزلية ثابتة في كل مكان وزمان؟، أم أنها تخضع لمعايير متغيرة تناسب المعتقدات والثقافة ومصالح الناس في المجتمع الذي توجد فيه؟ 

(4)

منذ 40 عاما تقريبا، تصدى الدكتور فؤاد زكريا لموضوع الأخلاق، وسأل في عنوان مقال فلسفي له: من الذي صنع الأخلاق؟، ثم وضع في صدر مقاله إجابتين متناقضتين، الأولى لفريدريك نيتشة قال فيها: «لقد صنعها الضعفاء ليحدوا من سيطرة الأقوياء»، والثانية لكارل ماركس قال فيها: «صنعها الأقوياء ليسيطروا بها على الضعفاء»، وبرغم التناقض الظاهر في المقولتين استخلص زكريا الجوهر الذي تساءل عنه، حيث يتفق ماركس ونيتشة على أن الأخلاق «مصنوعة» وليست «مطبوعة» ولا سرمدية، ولا موحى بها من السماء. 

(5)

قبل ذلك كان تصور الناس عن الأخلاق سماويا، بمعنى أنها من الأمور التي يجب أن يخضع لها الناس، ولا يناقشونها بالمنطق والعقل، وعلاقتها بمصالح الناس، مع أن الله جل علاه يسمح بتعطيل النص الديني مؤقتا إذا تعارض مع مصالح عموم الناس، وهذه أعلى درجة من درجات الديمقراطية قرأتها في دستور، أو أنعم بها حاكم على شعبه، وأعوذ بالله من مقارنته سبحانه بمن سواه، وأعتقد أن الهدف من الاستشهاد قد وصلكم دون شرح أو استطراد. 

(6)

قراءاتي الباحثة في التاريخ، كشفت لى أن الهدف من استخدام الأخلاق بمفهومها الميتافيزيقي القديم، كان وسيلة لتكريس سلطات الحكم المختلفة باعتبارها سلطات إلهية، فالملك ظل لقرون طويلة حاكما مقدساً، حتى بعد ظهور الأديان، فقد استمرت الكنيسة في دعم السلطة المطلقة للملوك، حتى كانت واقعة خلع الملك الانجليزي ريتشارد الثاني، التي شرخت تصور إلهوية الملوك في انجلترا، وأوروبا من بعدها، ومهدت طريق التغيير لعصر الأنوار بعد قرنين من الحروب والدماء. 

(7)

 لن أتعمق في الاستشهادات التاريخية والطروحات الفلسفية، لكنني أود أن أعود إلى العبارة التي بدأت بها مقالي (كل أخلاق مسيطرة تخلق نقيضها) وهي استخلاص مجتزأ أراد الدكتور زكريا أن يعبر من خلاله، عن حيلة تلاعب بالأخلاق للوصول إلى واقع معاكس للمثال الأخلاقي الذي يتحدث به أصحاب السلطة في أي مجتمع من رجال الحكم، ورجال المال، وشيوخ الدين، وكل أولياء الأمور تقريبا، فهم يتحدثون عن الصبر، بمعنى أن تتعلم الصمت عندما يؤذيك أو يسرقك أصحاب السلطة، ويتحدثون عن الفداء والتضحية من أجل الوطن، بمعنى أن تضحي أنت بدمك، ليعيش الحكام في نعيم وأمان، ويحرضونك على التقشف لتوفر لهم ولأتباعهم الطعام، وإذا انتبه أحد المظلومين إلى الخديعة فابدأ بقطع لسانه، وإذا لم يرتدع وتردع عقوبته الآخرين، فاقطع رقبته، وإذا تعاطف معه البعض، فتعلم أن تترك لهم حرية النواح، واتبع المبدأ الأمريكي الذي ظهر وسيطر بعد ماركس ونيتشة، وهو مبدأ: دعهم يقولون ما يريدون، ما دمنا نفعل (بهم وفيهم) ما نريد. 

(8)

وعلى ماتقدم أتمنى على الدكتور الرزاز ان يحافظ على أخلاقه كمواطن مع المواطن... لا بأخلاقه كرئيس للوزراء وعلى مبدأ دعهم يقولون مايريدون...مادمنا نفعل (بهم وفيهم) مانريد...حتى لو استلزم ذلك الاستقالة والرحيل. 

 * ناشر ورئيس هيئة تحرير "الرقيب الدولي"

0790146429


التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني