بقلم: حمزة نايف المعاني -
ها قد بزغ فجر العام الرابع عقب وفاة والدي.. فجرٌ يحمل في كل خيط من خيوط شمسه رحلة شوقٍ ولهفةٍ، لا يوازيهما سوى حرنٌ منقطع النظير يمزق نجيعي يوماً تلو الاخر.
الفجر هذا أعاد الذاكرة الى يومٍ لا يكاد يبرح مخيلتي، لما فيه من وطأة تَظهر عواقبها على محياي الى يومي هذا.
فبعيد ذلك اليوم بقليل بدأت الازمات والمواقف الصعبة، تنكب عليّ من كل حدبٍ وصوب، وانا ما زلت في ريعان اليافع.
وكأنما يقول كل موقفٍ او ازمة تعصف بي "للقصة بقية" فهـذا نتاج فقد الأب.
فـقبل ذلك الفجر "المشؤوم"، لم أكن اكترث للأزمات ولا للمواقف الصعبة، فثمة شخصٌ يتسم بكافة صفات الرجولة من خلفي، استند عليه في كلِ واحدةٍ منها، فهو "الظهر والسند والعامود".
والدي الذي كان لا يألوا جهـداً في سبيل راحتي وطمأنينتي، مع حرصه التام على أن استفيد من كل درسٍ من دروس الحياة مع التوجيه والإرشاد.. لكن اين هو الآن؟
كسرُ الظهر في ذلك اليوم، ولا يوجد من استند عليه إن حدث مكروهٌ ما، لكن ثمة دروس زرعها الرجل العظيم بداخلي تمدني بالطاقة والعزيمة للوقوف بوجه كافة المصاعب.
أنت اليوم عند بارئك وأنا لا املك سوى الدعاء لك بالرحمة، والدعاء لنفسي أن يلهمني الله الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل.