الشريف يكتب : الاحتراف والاندية .. والفيصلي أولاً
كتب : علي الشريف -
منذ ان انطلق الاحتراف الرياضي في الاردن ونحن نسمع بمقولة نادوية ان الاحتراف دمر الاندية وبالتالي اصبح هو الشماعة الاكبر التي يعلق عليها الفاشلون فشلهم.
دائما ما كان يخطر ببالي سؤال لم اجد له الاجابة الحقيقية والشافية الاحتراف والاندية من دمر من ..ومن كان بلاءا على الثاني ..هل الاحتراف دمر الاندية ام الاندية دمرت الاحتراف.
قبل ان نجيب علينا ان ندرك ان الاحتراف هو منظومة عمل محكومة بالتعليمات والقوانين وهي منظومة راقية وخلاقة تدفع باتجاه التطوير بينما الاندية في الاردن اندية مبنية على الفزعة واختلاق التبريرات والهروب من مواجهة المشاكل بخلق الازمات .
وباعتقادي ان الاحتراف منظومة لا يمكن تطبيقها الا من عقول مارست الاحتراف الرياضي والفكري بشكل عملي لا حسب الفزعة وتجيير الاخفاقات ووضعها على الشماعة الاكبر.
انديتنا نظرت الى الاحتراف على انه مردود مالي فقط وبانه توقيع عقود دون ان تنظر الى امكانية الاستمرارية وادارة المال فكنا نراها تتسابق على التوقيع مع مدربين ولاعبين بمبالغ تفوق ميزانيتها وترهقها بالمديونية لتفوز بجائزة لا تعادل ربع ما تنفق .
والمصيبة ان هناك من يعتبر ثباته انجازا تاريخيا ربما لا يعادله انجاز الا فتح القسطنطينية فيقيم الافراح والليالي الملاح رغم انه يعلم انه يشوه تاريخا بأكمله.
والغريب في الامر انها(الاندية) اهملت الفئات العمرية لصالح التعاقدات رغم ان الفئات هي مفتاح المستقبل فصرنا نراها تغير تشكيلتها في الموسم الواحد مرتين دون الالتفات الى قواعدها الا بالتصريحات المستهلكة .
في الحقيقة ان لا احد دمر الاخر لا الاحتراف دمر الاندية ولا الاندية دمرت الاحتراف انما كلاهما ضحية بعض العقول التي هبطت بالمظلات على الاندية واصبحت تدير الامور بلا ثقافة رياضية او دراية تامة بدهاليز الرياضة وبالتالي اغراق الاندية بالديون(بكل خبث) وتراجع بالمستويات وحروب فيسبوكيه طاحنة مع عدم القدرة على تسويق الاندية بقدر الحرب المشروعة والطاحنة على تسويق الاسماء .
ويضاف الى ذلك اتباع سياسة ان لم تكن معي فيجب ان تكون معي واختلاق ازمات لا سبيل للخروج منها الا بأزمات اخرى مع التأكيد ان الاقربون هم الأولى بالخدمة فصرنا نرى الاندية تقاد بعقلية الكوفي شوبات والدكاكين والمطاعم وسهرات اخر الليل وحسب المنفعة.
والامر والادهى ان بعض هؤلاء الذين لا يفقهون شيئا في اصول كرة القدم او الرياضة يجدون لهم سحيجه ان كانوا على صواب او كانوا على خطا مما يزيد الطين بله والاندية غرقا في الوحل.
الاحتراف ثقافة من عدة أضلاع اولها ثقافة الجمهور ومن ثم ثقافة الهيئة العامة وبعد ذلك تأتي ثقافة الادارة واللاعب وثقافة الاعلام الذي يحسن ان يدير المعارك وان اختل ضلع سقطت المنظومة فكيف اذا كان من يدير المنظومة في الاندية مختل بالفكر الرياضي وينقل اختلاله لباقي المنظومة.
بكل اختصار بعض الاندية فقدت هيبتها ليس بسبب الاحتراف بل ان الذي افقدها تلك الهيبة .دعي تأبط الفهم...وشخص يعتقد ان انتقاده جريمة ..ومدرب متصنع يفقه بكل شيء الا التدريب وشخص يتعامل مع النادي كانه ملك خاص ومحسوبيات وشلليه فرضتها المصالح وحب البقاء ولو على جسد النادي برمته .
و حين يصبح التسويق لأسماء على حساب اسم النادي وحين يصبح النادي ارجوحة ومطية فليعلم الجميع ان النهاية تقترب ولو طال الوقت قليلا ..
ولنا في الفيصلي اسوة حسنة فهذا النادي لا كبير فيه الا اسمه ومن يفكر بان يكبر فوق النادي او يجعله ارجوحه او مطية سيجد جمهورا يسقطه وادارة تبعده .واعلاما فيصلاويا يذيقه الامرين مهما كان اسمه ..وما اكثر الشواهد فالفيصلي حين كان في قمة الضعف خرج ليصبح بقمة القوة ...لانهم يعملون من منظور ومفهوم الفيصلي اولا.
..فتعلموا كيف يكون الاحتراف بالانتماء للمؤسسة اولا قبل ان يتباكى البعض على اللبن المسكوب ويجلس البعض يتابع منشورات الفيس بوك...(اتعلموا يا سادة من الفيصلي ان المؤسسة اولا.