يا دَوْلَة الرَّئِيسِ: الأرْدُنُّ أرْضُ حَشْدٍ وَرِبَاطٍ وَلَيْسَ أرْضُ فُجُورٍ وَإفْسَادٍ
د.منتصر الزعبي -
دولةَ رئيسِ الوزرَاءِ الدكتور عمر الرزاز الأكرم:
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ،كما يقتضي الخطابُ والواجبُ ،والعقيدةُ وتعاليمُها ،والأخلاقُ والتربيةُ وبعدُ:
دولةَ الرئيسِ :إنّكم الآنَ وبحكمِ الواقعِ ، شِئنا أم أبيْنا ،قبلنا أم رفضنَا ،رضينا أم عَصيْنا ،تشغلون منصبَ رئيسِ حكومةِ الأردنِّ ،في النظامِ السياسِيِّ الذي فرَّخكم وفرَضَكم علينا ،بغياب الإرادةُ الوطنيُة الحقيقيةُ ،ولا أحدٌ من الأردنيين ،يمكنُ أنْ يُصَدِّقُ أنَّكم تملِكون شرعيَّةً حقيقيَّةً للوجودِ.
أنتَ إذنْ رئيسُ وزراءٍ بهذهِ المُواصفاتِ ،ويمكنُكَ أنْ تتكلمَ نيابةً عنْ الحكومةِ ،التي تمثلُها فقطْ ،وتعبرَ عنْ مواقفِها وأيديولوجيتِها ،أو أيديولوجيةِ النظامِ السياسِيّ الذي فرَّخّها ،دونَ أنْ يملكَ أحدٌ حقَّ منعِكَ مِن ذلكَ ،سوى شركائِكَ فيها ،ونحنُ وأنتَ على طرفِي نقيض لا نلتقِي على شيءٍ ،وما لنا سوى اللهِ أنْ يُفرِّج عنَّا ممّا نحنُ فيهِ للخروجِ مِن المَأزِق الذي وضعتَنا فيه ،لكي لا يُفضيَ بِنا إلى ما لا تُحمَدُ عُقباه.
دولة الرئيس:
إنّ مشهد الوضع المحلي الأردني العام ،الذي نعيشه مؤذنٌ بالخراب ،حيث كشفتْ الأحداث الأخيرة القناع عن الوجه المرعب لحجم الدعارة في الأردن "درب الأنبياء وأرض الشهداء" وعن الكم الهائل لدور البغاء - النوادي الليلية - والخمارات ،وما نتج وينتج عنها من عراك ومشاجرات جماعية في مناطق مختلفة من المملكة ،خلفت وراءها القتلى ،وما كان ذلك ليكون إلا نتيجة لغياب هيبة الدولة ،هذه الهيبة التي أخذت تتعرض للتآكل كل يوم ،وفي كل مكان تذهب إليه ،والتي جعلت الكثيرين يحسون بأنه يمكنهم أن يفعلوا أى شىء ،وفي أي وقت وفى أي مكان من دون أن يتعرضوا لأي عقاب، إنها ثقافة الاجتراء والتبجح على القانون ،التي تتجذر كل يوم فى نفوس الكثيرين.
كما أن لضعف الدين في النفوس، وغياب الوعي الإيماني وتردي السلوكيات والأخلاقيات العامة أثر كبير.
دولة الرئيس:
اعلم أن الطريق إلى المال الحرام مفروش دائمًا بالرذيلة، فبائعات الهوى سخّرن أنوثتهن للوقوع في المعصية، وتحولن إلى أدوات ودمى لراغبى المتعة المُحرّمة دون وازع دينى أو أخلاقي.
وقد شهدنا في عهدك انتعاشًا لتجارة الجسد في الأردن ؛حيث تشير بيانات إحصائية ترتعد لها الفرائص وتشيب لهولها الولدان ،تتحدث عن الكم الهائل للمواخير الليلية ،والأساليب المخزية والمعيبة لرواد هذه المواخير في ممارستهم اللا أخلاقية ، كما تسجل المعطيات فراغا قانونيا لا يُمَكِّن من الحد من هذه الظاهرة ومن ارتفاعها المهول، وتذكر هذه المعطيات من هم رواد وأصحاب هذه الأماكن والقضايا المتورطين فيها.
والسؤال الذي أسأله وأريد الإجابة عنه :هل أصبحت الدَّولةً أداة طيعة لمن يَفتحُ لها آفاقَ الكسب والاستثمارِ غير المشروع عن طريق المومسات ،لتُسَدَّدُ الفاتُورة مِنْ سِيادَةِ الدَّولَةِ وأمْنِهَا وكرامَةِ شَعْبِهَا؟.
يا وَيْحَكُمْ يا دولة الرئيس أمَا يُؤلِمُكُم ويُشجِي نُفوسَكم ويَهزُّ قلُوبَكم ،ويُنَمِّي حماسَتَكم ،أنَّ ماجدات الأردن ونشمياته ،قدْ أحاطَ بهن كلاب القوم تنهش أجسادهن وتعتلي ظهورهن ؟!
أين أنت من قوله تعالى:(وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )