الزميل عدنان نصار يكتب: القهر يجوب القلوب .. والقصة مختزلة في غصة.!!
عدنان نصار * -
في روح المقهورين ،تسكن الغصة ..غصة قهر يجوب القلوب ..فالفوضى في العدالة لا تنتج "منتمين" والتحييد للكفاءات لا ينتج إبداعات ، والاحساس بالظلم ينتج بالضرورة ثورة صامتة ، يسمع صراخها كل المهمشين.
وفي قلب المنهورين ، صهيل يشبه لؤم الخيول ان لكزت كرامتها..وحقد اشبه بحقد الجمال ان حاولت لي عنقه..وزئير يماثل صوت الأسد ان عقرت سيادته..والتغاضي عن المسار الاعوج يؤدي بالضرورة الهوج..فما زال القهر يجوب القلوب ، والجوع يجرح كبرياء الفقراء ..والقفز فوق المألوف يذبح الانتماء ، ويطحن ما تبقى صبر الحالمين.
اتحدث بلغة الانحياز للبلد وأمنه واستقراره ، وبنفس القدر انجاز إلى الإنسان فثنائية "الوطن والناس" هي الأساس لأي معادلة بناء ونهضة ،ودون ذلك سنبقى بلا استثناء سجناء لقول مكرور ، وحلم مكسور تغنينا بهما عقود طويلة .
قادرون على السلام ، والمحبة مع الوطن ، والتصالح مع الذات والتصافح مع الآخر وان اختلفنا معه ، والتسامح لانها قيمة نبيلة ..ومن غرائب الخلاف والاختلاف في وطن الحالمين ، ان الكل بعرف وبحرف ، وتدرك الجهات ذات العلاقة ان كم العاطلين عن العمل مخيف ، وكم المعطلين عن العمل مقلق ، والفقراء أحكموا الصمت ، وهذا ملفت للانتباه اكثر من اي وقت مضى ، وإعداد الشباب الباحثين عن الهجرة ، والطامحين لها ، لم تعد مجرد رغبة ترفية او محاكاة لرفاهية مفترضة ، بل صار البحث عن السفر ضرورة بهدف الخلاص من مستقبل غامض .
الانسان ، قيمة نبيلة ، وهو قيمة مضافة لقيم النبل الوطني في حال إجراء مصالحة وتقارب بين الحلم والواقع قدر الممكن..أما ان تبقى ذات التنظيرات قائمة ومكررة ،فهذا يعني أن المنظرين قد وصلوا إلى حالة افلاس فكري بعد أن استعصى الحل لمشكلات قائمة عمرها عشرات السنين ..
لا نميل إلى التشاؤم ، لا والله ..ولا من دعاته ، فالأمل هو مداد القلم ، والعمل البناء ، ترجمة لقيم يدعو اليها كل ذي بصر وبصيرة..لكن ليس على طريقة "اليد قصيرة " فلدينا ان اخلصنا النية أياد وكل يد عن ألف مما بعدون ، وما تحتاجه تلك الأياد فرصة حقيقية يتم فيها ترجمة الإبداع..وحاضنة حقيقية تأخذ بيد المبتدئين ويمتلكون عناصر التميز في زمن لا يقبل فيه غير المتميزين..،أما ان نبقى على حالنا فلن تتغير احوالنا..، وكفانا ان نسوق (للاسم الرابع ) او نورث الوظائف لمجرد انهم أبناء محسوبين على قوائم الدوار الرابع ..كفانا محاصصة عائلية لم تورث الوطن سوى المزيد من الصداع ..ما نحتاجه أياد تمسد على جبين الوطن ان داهمه التعب او مسه جوانبه الدوار ..ما نحتاجه فعليا ان ضمائر تقرأ :"قل أعوذ برب الفلق..." ان أمسى الوطن على وسائد القلق.!!
*رئيس التحرير المسؤول لوكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.