كتب: معين المراشده * -
لن يذكر التاريخ زعيما عربيا أو إسلاميا أو امميا دافع عن الحق الفلسطيني , كما فعل المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وما يقوم به خلفه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه والجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية على اختلاف مواقعها ومهامها..
ولكنني لا ادري , لماذا يقابل هذا كله بالجحود والنكران من قبل البعض واثارت الزوابع وافتعال الأحداث وتأزيم المواقف؟ .
فمن يتابع المشهد الفلسطيني لا بد وان يذكر للتاريخ وللأمانة المهنية دور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه الفاعل تجاه القضية الفلسطينية عامة والعدوان الشرس الذي يتعرض له أهل غزة الصابرين المرابطين على أرضهم رغم الويلات والقتل والدمار والجوع من كل جانب ولهم من كل أردني حر بذلك التحية والاحترام..
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ودعا إليها, ولعن الله كل من يريد بهذا الوطن شراً.. لقد غدت تصريحات وخطابات الإخوان المسلمين وعلى لسان قياداته, وأعوانهم ومن يسير في ركابهم وبعض الأشخاص ممن ينصبون أنفسهم سدنةً للقضية الفلسطينية وان لا أحد غيرهم يتعاطف ويتألم ويشجب العدوان على غزة وأهلها ويدعون أن لا أحداً غيرهم حريص على مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته ومستقبلها تشكل استفزازاً لمشاعر غالبية الأردنيين لما تنطوي عليه من إشارات واضحة وجلية يقصد بها ومنها إثارة الفتن والشغب والإساءة للوطن, وبعيدة كل البعد عن المظاهر والأساليب الحضارية في ممارسة التعبير عن الوقوف إلى جانب أهل غزة ورفض العدوان الغاشم عليهم...
فهولاء ممن يتخذون من الدين الحنيف عباءةً يختبئون تحتها وفي ظلها, عمدوا في الآونة الأخيرة - وكما بات يلاحظ الجميع -على استغلال أجواء الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير التي ينعم بها وطننا وكذلك على استغلال مايحدث في غزة وبعد أن فشلوا خلال الشهور الماضية في تحريك الشارع الأردني لتمرير مآربهم وأجنداتهم, عمدوا إلى تحريض الشباب وتجييشهم للخروج بمسيرات واعتصامات هنا أو هناك في أماكن ونقاط حساسة الهدف منها تعطيل سير الحياة اليومية للناس في تلك الأماكن بحجة الإنتصار لأهل غزة أملاً منهم في حصول احتكاكات بين مؤيد ومعارض أو بينهم وبين السلطة تؤدي لا سمح الله إلى حدوث بلبلة تحدث شرخاً في السلم والأمن الاجتماعي للوطن...
ومما يؤكد خبث النوايا لهذه الفئة, تلك الدعوة التحريضية والاستفزازية التي أطلقوها قبل ايام والتي تدعو شبابهم وشباب الوطن إلى المطالبة لفتح الحدود مع فلسطين المحتلة قاصدين من وراء ذلك احداث الفوضى والاخلال بأمن الوطن وزعزعة وحدته الوطنية..ناهيك عن محاولاتهم الإحتكاك مع رجال الأمن الساهرين على راحتنا واستقرارنا ومحاولة استفزازهم من خلال إطلاق عبارات نابية بحقهم , وهي الدعوة التي فيها من المخالفات الخطيرة ما نص القانون صراحةً على معاقبة من يدعو لارتكابها ويروج لها لما فيها من مخاطر على المصلحة الوطنية العليا للدولة..وهو ما يفهم على أنه تحريض مباشر لشباب الوطن ودفعهم والزج بهم إلى الشارع لاستغلال ذلك في التصعيد والتوتير لزعزعة الأمن وجر الوطن إلى ما لا يحمد عقباه تحقيقاً لمآربهم الخاصة وأجنداتهم الخارجية التي باتت واضحة ومعروفة ومكشوفة للقاسي والداني ولا تخدم إلا مصالحهم ومصالح أعداء الوطن, وفي سبيل تحقيق ذلك لا يتوانون بالإستقواء بالإعلام الخارجي الموجه على اختلاف نوافذه لجلد الوطن والانتقاص من مكتسباته ومقدراته والتطاول على رموزه وأجهزته الأمنية وفرسان حقه الساهرين على صون أمنه وأمان المواطن, في محاولات يائسة للتأثير على الشباب للخروج عن القانون والثوابت الوطنية وأسس الحوار الهادف البناء المثمر...
فإلى شباب الوطن الواعي المثقف المدرك لخطورة هذه النداءات والتحريضات للخروج عن المألوف وفي ضوء ما يحاول هؤلاء القلة القليلة تضخيمه بالتهويل والضجيج والصوت المرتفع المبحوح, أقول:\'اياكم وخضراء الدمن\'..كل شيء مقبول وممكن الا المساس بأمننا واستقرارنا والتعرض لحماة الوطن ..فالجيش والمخابرات والامن العام والدرك والدفاع المدني..خط أحمر مكهرب اياكم واياكم ان تقتربوا منه.. وانني على يقين ان مثل هذه الدعوات سترتد – بإذن الله – على المروجين لها بالخزي والندامة بفضل وعيكم وانتمائكم للوطن وحرصكم على امنه وأمانه واستقراره.. وإخلاصكم للعرش والقيادة الهاشمية المظفرة ..
حمى الله الاردن وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو ولي عهده الأمين..اللهم آمين يارب العالمين.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.