الرقيب الدولي -
يتابع حزب النهضة والعمال الديمقراطي بقلق واستياء شديدين الشكوى التي تقدم بها الاتحاد العراقي لكرة القدم ضد الجماهير الأردنية والفلسطينية، مدعياً تعرض المنتخب العراقي لهتافات مسيئة خلال مباراته أمام المنتخب الفلسطيني في عمان. إننا نرى في هذه الخطوة موقفاً متسرعاً ومجحفاً، لا يخدم الروح الرياضية، ولا يعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعوب العربية، وخاصة بين الأردن والعراق وفلسطين.
إن الفيديوهات المتداولة التي استند إليها الاتحاد العراقي في شكواه ثبت قطعاً فبركتها، وأنها مصطنعة لغايات الفتنة والاصطياد في الماء العكر، وهو أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عنه، خصوصاً عندما يكون الهدف منه تشويه صورة الجماهير الأردنية والفلسطينية والتشكيك في نزاهة أجواء المباريات التي تقام على أرض الأردن.
لقد كانت الجماهير الأردنية والفلسطينية ولا تزال نموذجاً في دعم القضية الفلسطينية والمنتخبات العربية، ومن غير المقبول أن يتم الزج بها في ادعاءات غير دقيقة. إن الملاعب العربية يجب أن تكون ساحة للتلاحم والتنافس الشريف، لا منصة لنقل معارك وهمية تخدم مصالح ضيقة.
أما إذا كان سوء النتائج، وخسارة المنتخب العراقي، وعدم قدرته على مواجهة جماهيره وضغوط مبارياته هو الدافع وراء هذه الاتهامات، فإن ذلك ليس مبرراً لمهاجمة الجماهير الأردنية أو التشكيك في حق الأردن في اللعب على أرضه وبين جمهوره، وهو حق طبيعي مشروع لا جدال فيه.
إننا في حزب النهضة والعمال الديمقراطي نؤكد على ضرورة الاحتكام إلى الحقائق بدلاً من الانجرار وراء حملات التضليل، ونحذر من أي محاولات لاستغلال الأحداث الرياضية لأغراض سياسية أو لخلق فتنة بين الشعوب. الرياضة كانت وستبقى وسيلة لتقريب الشعوب، وليس لتأجيج الخلافات والخصومات المفتعلة.
حزب النهضة والعمال الديمقراطي
عمان ٢٨ / ٣ / ٢٠٢٥