سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني.. مزج بين حماس الشباب وحنكة الشيوخ..
كتب: معين المراشده * -
تابع العالم كله، ورصدت كل وسائل الإعلام، وتصدرت أعمدة الصحف المحلية والإقليمية والدولية تلك المقابلة المهمة التي أجرتها قناة العربية مع صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني -أيده الله وحفظه-، تلكم الرائعة من روائعه التي جاءت في وقت والكل يترقب مثل هذا الحديث المهم، والمقابلة الوافية الكافية الشافية في إطار متغيرات تشهدها المنطقة وظروف قاسية صعبة سياسية واقتصادية واجتماعية يشهدها الإقليم ، وتفاقم الحرب الشرسة على أهل غزة والشعب الفلسطيني الشقيق لتظهر هذه المقابلة ما حبى الله به وطننا، واختصنا به من بني هاشم الغر الميامين الذين قدموا للعالم أجمع، مملكتنا الفتية، ودولتنا الرشيدة، ووطننا الآمن، واردنيتنا الواثقة بالله عز وجل، ثم بعزمات الرجال الصادقين، والقائد الملهم سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ، والأوفياء المخلصين، بمعالمها وسياستها ونهجها الذي يعتمد الثوابت، ويتعامل مع المتغيرات برؤى تقود إلى الطموحات التي لا يحدها حد، إنها ثمرة جهود الكبار، الذين استلهموا الدروس والعظات من تاريخ وطننا المجيد، وماضيه التليد، ليخرجوا بوثبات صادقة لحاضر مشرف، ويصنعوا الشرف والسؤدد من خلال منجزات جليلة ، وأحداث وتحولات تصنع التاريخ، وتؤسس لغد واعد، ومستقبل مشرق، ورؤية طموحة، مهما تكالب الأعداء، وتعالت أصوات المبغضين، وتكالب الشامتون على هذا البلد الأمين،
إن المتابع لما جاء في هذا اللقاء المهم ، والمقابلة الثرية، والتصريحات والإجابات الموفقة التي أوردها سموه الكريم أوضحت عن شخصية واعية مدركة للأحداث والتحولات والمتغيرات، سائرة على نهج ملوك بني هاشم الذين يجعلون أهم المهمات وأولى الأولويات التمسك بالثوابت والمبادئ التي انطلقت وقامت عليها الثورة العربية الكبرى ، والأصول التي بنيت عليها، منذ تأسيس مملكتنا الأردنية الهاشمية على يد الملك المؤسس عبدالله الأول رحمه الله , مرورا بعهد الملك الباني المغفور له بإذن الله تعالى الحسين بن طلال طيب الله ثراه وحتى هذا العهد الميمون, والعصر المبارك عصر الملك المعزز عبدالله الثاني ايده الله ورعاه ، فكانت قيادته وفترة حكمه الممتدة بإذن الله امتدادا للدور العظيم الذي قامت به هذه الأسرة الهاشمية الماجدة، وانطلاقاً من الإخلاص للدين والوطن.
فحديث سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي مزج من خلاله بين حماس الشباب وحنكة الشيوخ.. بعث برسائل هامة على طريق الاعتماد على النفس وبث الارتياح والطمأنينة في نفوس الشباب الأردني الطامح اليوم لتغيير مجرى الأمور والمهيأ للقفز بالأردن إلى المستقبل.
ولعل واحدة من رسائل الأمل المضيئة التي يؤكدها سمو ولي العهد أن لا حدود ولا آفاق تقف أمام طموحات الشباب الأردني، وهو الذي يسهم اليوم في ريادة عدة مشاريع هامة بعالمنا العربي، ما يجعلنا جميعاً فخورين بأبناء بلدنا، وعليه فإن التاريخ يسجل لنا بأن لا همّة تضاهي همتنا كأردنيين، رغم عديد التحديات والفائقة الاقتصادية التي تلم ببلدنا.
لقد حملت مضامين مقابلة سموه عبر قناة العربية ، إشارات تدفع للمزيد من العطاء والجد والمثابرة وتضع الجميع أمام مسؤولياته لتحقيق آمال وطموحات الشباب الأردني، على النحو الذي طالما آمن ونادى به جلالة الملك عبد الله الثاني، كي ننهض بالأردن ونحقق آمال وتطلعات شبابه الواعد.
إن تحقيق رؤية المستقبل للشباب الأردني وكما يؤمن بها صاحب السمو الملكي ليست مسؤولية الشباب الأردني وحده، فهي مسؤولية مشتركة، مسؤولية القطاع الخاص والعام والمؤسسات الشبابية والمجتمع بأكمله؛ كل له دور ومكان في مسيرة تطوير المملكة.
إن الإشارات التي أبرق بها سموه ، حتماً تصب في صالح تدعيم طموحات الشباب الأردني، وتضعه أمام طريق واضح كي يحقق ماله.
وعلى نهج الهاشميين في الإيمان بطاقات الشباب الأردني ودعمه، ومقدرته على إحداث التغيير الإيجابي يقف سموه في مربع الانحياز للشباب الأردني الذي وجد نفسه اليوم أمام واقع صعب بتأكيده أن علينا الإيمان بالنفس والأحلام ومزيد من الجرأة وخوض التجارب.
إن ما تضمنه حديث سمو ولي العهد لقناة العربية ، لا ينفك عن نهج واضح لسموه، اختطه نحو بناء مستقبل مشرق لشباب الأردن؛ يستند إلى إلهامهم للمشاركة في خدمة وتطوير مجتمعاتهم، وتولّي مسؤولية القيادة، وتحفيزهم نحو الابتكار والريادة بالإضافة الى توجيههم للعمل التقني والمهني.
إن هذا الحديث لهو الأكثر قرباً من هموم الشباب الأردني، فولي العهد يتحدث بواقع الحال وبالمعيقات التي تواجه الشباب، ويقدم الحلول كذلك، معبراً بصدق عن رؤيته في متابعة كل ما يرتبط بمستقبل الشباب في الأردن، وانخراطهم في المجتمع وحصولهم على التعليم والفرص الاقتصادية، انطلاقا من قناعته بأن الشباب يمكن أن يجعل من واقعنا مختلفاً، وعليه فإن المستقبل لن يكون كما نريد إلا إذا بادر الشباب وخاض التجارب بجرأة، جنباً إلى جنب مع تهيئة بيئة مناسبة تمكنه من تحقيق تطلعاته.
وبعد.. فيحق لنا أن نفخر بأمير الشباب، وسليل الأسرة الهاشمية الماجدة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهود صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني -حفظهما الله- وأن يزيدهما عزًّا وتمكينًا، ومن حقهما علينا الوقوف صفًا واحدًا تحقيقًا لتطلعاتهما، والذود عن حمى هذا الوطن المبارك ضد كل من يحاول زعزعة أمنه واستقراره. ونسأل الله جل وعلا أن يحفظ على بلادنا أمنها وإيمانها ، وأن يجعل ما قدموه الغر الميامين من آل هاشم الأطهار ويقدمونه في موازين حسناتهم، إنه سميع مجيب.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.