الرقيب الدولي -
رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، فعاليات الندوة التي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية في الجامعة، بعنوان "فخري قعوار أديباً وناشطاً ثقافياً"، بحضور العين هيفاء النجار، وعائلة الراحل فخري قعوار، في قاعة عرار بمبنى المؤتمرات والندوات.
وأكد مسّاد في كلمته الافتتاحية أن تنظيم هذا النشاط يأتي انسجاما مع استراتيجية الجامعة القائمة على مبادئ التميز الأكاديمي والابتكار ضمن عالمٍ متغير نُدرك أبعادهُ وتعقيداتهِ، وضرورةِ الانفتاحِ على الجديد عبر الثقافة والتقنية، واستحداث تخصصاتٍ جديدة، وتقديمِ تعليمٍ شمولي يُعنى بالمعرفةِ العلميةِ إلى جانب القيم الإنسانية التي تصنعها العلومُ الإنسانية، ويقودها الإبداع والثقافة.
وأضاف نلتقي اليوم لنستذكر قامةً أدبيةً إبداعية أردنية وهو الأديب الكبير فخري قعوار، الذي فجع رحيله الوسطُ الثقافي الأردني والعربي والإنساني، لافتا إلى أن الراحل الأديب عمل في جامعة اليرموك في بداية تأسيسها عام 1977 كموظفٍ في دائرة العلاقات العامة والإعلام.
وأشار مسّاد إلى إيمان "اليرموك" برسالتها القائمةِ على تعزيزِ الحياةِ الثقافيةِ الوطنية وإثرائها؛ وهذا يتجلّى من خلال الاحتفاءِ بكبارِ المبدعين ممن أغنوا حياتنا الثقافية، وأرّخوا لقيمِ العدالةِ والمحبةِ والإنسانية بجميلِ إبداعهم، مؤكدا أن الثقافة هي من تشكّلُ هوية المجتمع، وتعمل على بناء إنسان متكامل قادر على المساهمة الفعالة في تطوير مجتمعه.
وثمنت النجار مبادرة جامعة اليرموك في استذكار قامة أدبية كبيرة لها وزنها، مشيرة إلى أن فخري قعوار رائدا من رواد القصة الأردنية ومجدديها، أثرى الأدب الأردني لأكثر من 45 عاما، وقدم بحسه العالي أعمالا ملكت قلوب الناس سواء أكانت في الصحافة أو القصة أو الرواية أو البرامج الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب إبداعاته المتعددة في العمل النقابي والسياسي.
وقالت شاغل "الكرسي" الدكتورة ليندا عبيد، إن المبدع وحده يبقى خالدا وإن أخذته يد الغياب، ويصبح إبداعه إرثاً عاماً لمجتمعه ووطنه وللإنسانية جمعاء، مشيرة إلى أن هذا الاحتفال جاء ليحيي قامة إبداعية كبيرة تركت لنا إرثا أدبيا كبيرا في الرواية والقصة والمقالة والمسرحية، وسيرة ثقافية وإنسانية يُقتدى بها في تشكيل العمل الثقافي ومأسسته، وتفعيل دوره في التعبير عن واقع المكان والإنسان وقضايا الأمة الوطنية والقومية، وهو مثالا للمثقف والأديب التنويري منذ بداية دوره في إنشاء رابطة الكتاب وتفعيل دورها الثقافي والسياسي، وبوصفه برلمانيا وصحافيا وأميناً عاما للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
وأشارت إلى إيمان "اليرموك" وكرسي عرار بقيمة المبدع والمثقف في بناء الإنسانية، مؤكدة على ضرورة بذل الجهود من قبل الأفراد والمؤسسات لتسليط الضوء على المبدع الأردني إيمانا بثراء تجربته وتنوعها على اختلاف الحقول الأدبية.
ومن جهته، أكد رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور موفق محادين، أن الراحل فخري قعوار كسر الخوف بالتعدد حين قارب بين الحقول الأدبية المتنوعة، بأساليب متعددة من الواقعية إلى الرمزية والتجريبية، وأن الراحل كان من رعيل الكتاب الذين أطلقوا بحذر لا تنقصه شجاعة ثورة الشك على اليقين، فقد كان صوتاً عاليا في الدفاع عن الحريات وحقوق البسطاء والعدالة الاجتماعية، ومفكراً وطنياً لم يساوم قط على مبادئه.
وألقت أميمة فخري قعوار، كلمة قالت فيها إن هذه اللحظة تجمع بين الفخر والحزن، حيث نستذكر معكم مسيرة فخري قعوار، الذي كرّس حياته للعمل الثقافي والإبداعي وخدمة قضايا مجتمعه ووطنه، فكان رجل له دورٌ محوري في الحركة الثقافية والفكرية في الأردن والعالم العربي، مشيرا إلى أن الراحل كان رمزًا للإبداع والتفاني وأديبًا وصحفيًا حمل قلمه بكل أمانة ليعبّر عن نبض الشارع ويعكس هموم الناس وآمالهم، من خلال أعماله الأدبية والصحفية، فاستطاع أن يترك بصمة في الساحة الثقافية، ويكون صوتًا للحق والتغيير الإيجابي، مؤمنا أن القلم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
وثمنت جهود جامعة اليرموك ممثلة بكرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية ومبادرتهم الرائعة في إبقاء المبدعين في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال القادمة وعلى جهودهم بتنظيم هذه الندوة الثقافية التي تعكس اسهامات فخري قعوار في نهضة الحياة الأدبية والسياسية والنقابية والنضالية.
وضمن فعاليات الندوة، تم عرض فيلم قصير حول حياة الراحل قعوار، وجلسة علمية أدارها رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب الدكتور بسام قطوس، بمشاركة مجموعة من الباحثين والنقاد والأدباء المختصين.
فقد قدم الدكتور تيسير أبو عرجة ورقة بعنوان "فخري قعوار.. كاتباً وصحافيا"، فيما قدم الدكتور إبراهيم خليل ورقة بعنوان "فخري قعوار والقصة القصيرة"، فيما قدم الدكتور محمد عبيد الله ورقة بعنوان "معالم التجربة الأدبية للراحل فخري قعوار"، في حين قدمت الدكتورة مها العتوم ورقة بعنوان "تجربة فخري قعوار في أدب الأطفال".
كما وتخلل الندوة، تكريم عائلة الراحل، والباحثين والنقاد الذين شاركوا في جلستها العلمية.
وحضر فعاليات الندوة نائبي رئيس الجامعة الدكتور موسى ربابعة والدكتورة فاديا مياس، وعدد من العمداء وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في الجامعة وحشد من الطلبة وأبناء المجتمع المحلي.