الطالب كرم القلاب يهدي انجازه لجلالة الملك بحفظه لكتاب الله خلال عامين أول حزب أردني يرد على بيان اتحاد كرة القدم العراقي مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي المناصير والغنيمات وفد أردني يحقق إنجازًا علميًا باهرًا في المهرجان الدولي لمسابقة الهندسة والعلوم والتكنولوجيا في تونس الشيخ فيصل الحمود يهنئ الأردنيين بعيد الفطر المبارك منتدى الأردن لحوار السياسات: إلغاء شرط التأشيرة المسبقة خطوة استراتيجية لتعزيز السياحة العلاجية تسليم 30 واعظا وإماما المكرمة الملكية للمقبلين على الزواج رئيس جامعة جدارا الدكتور الزبون يشارك في حفل تكريم الفائزين في مسابقة "مقرئ الطلبة الوافدين" من أبرزها الموافقة على الأسباب الموجبة لمشاريع قوانين العقوبات والتنفيذ الشرعي والملكية العقارية .. قرارات مهمة لمجلس الوزراء جامعة جدارا تحتفي بخريجي "ملتقى التغيير" وتكرّم المدربين والمشاركين الأمن العام : إحالة مديري أربعة حسابات تُثير الفتنة والنّعرات العنصرية للقضاء الملك يلتقي رئيس دولة الإمارات في أبوظبي اختتام فعاليات المسابقة القرآنية في مركز شباب وشابات الشونة الشمالية. مديرية شباب إربد تنفذ أنشطة دينية وموائد إفطار جماعية رئيس جامعة جدارا الزبون: الذكاء الاصطناعي بات مهما في تطوير أساليب التعليم الجامعي

القسم : منبر الرقيب الدولي
تاريخ النشر : 28/02/2025 1:59:24 PM
الزميل معين المراشده يكتب: من ذكريات قمر قريتي "سوم" الرمضاني.
الزميل معين المراشده يكتب: من ذكريات قمر قريتي "سوم" الرمضاني.
الزميل الإعلامي مُعين المراشده


بقلم / معين المراشده * -

مازلت أحتفظ في ذاكرتي بالعديد من الصور  الرمضانية والتي كانت سائدة في قريتي وبالتأكيد في معظم قرى وارياف اردننا الحبيب حتى نهاية سبعينيات القرن الماضي حيث بدأت الحداثة تغزو مجتمعنا بسرعة وتسارع ، لكن ما أتذكره  منها هذه الأيام بشغف.. تلك الصور الجميلة التي كانت حاضرة بقوة في أيام رمضان خلال تلك الفترة والتي كانت تتحلى بكثير من القيم الإسلامية السامية...التي تزدان بالمحبة والرحمة والتسامح والألفة بين الناس.حيث كانت العادات أصيلة... ولم تتلوث قيمهم بالحداثة. ومازلت أتذكر كيف كان أهالي قريتي  يجتمعون في جلسات حميمة في الحارات والأزقة قبيل غروب الشمس وموعد آذان الافطار يتبادلون الأحاديث في أمور الدين والدنيا او يلعبون " المنقلة" وهي لعبة شعبية كانت شائعة تعتمد على الذكاء ومن الأجواء الآسرة التي مازلت أعيش لحظاتها  منظر مداخن أفران الطابون وهي تمخر عنان السماء وراحة الخبز الشهي وصواني الدجاج  - لمن كانت حالته ميسورة -  والتي كانت تنبعث من تلك الافران وتنتشر في كافة ارجاء القرية ..وكنت انا وأقراني من أطفال القرية نلتم حول المؤذن نترقب أذان المغرب  حيث لم تكن مكبرات الصوت قد غزت المساجد وما ان يرفع الآذان حتى ننتشر بسرعة عائدين الى منازلنا فرحين مبتهلين بموعد الافطار.

ومن الصور الرائعة والجميلة التي عشتها في تلك الايام الرمضانية تلك التي كان يجتمع فيها وجهاء القرية وكبارهم كل يوم في بيت  احدهم وبعد صلاة المغرب جماعة ... حيث يتناولون إفطارا جماعيا  حيث كان يجلب كل منهم طعامه، ويأكل الجميع من مائدة واحدة. 

وبعد الإفطار... كانوا يتسامرون ويتحدثون في شؤون حياتهم ودينهم حتى موعد السحور ثم يعودون لبيوتهم... يتناولون طعام السحور الذي هو غالبا ما يكون من بقايا طعام الإفطار.والذي كان يقتصر غالبا على صنف واحد كالمنسف بالبرغل  أو الرشوف (عدس وحمص ولبن) أو شوربة العدس...او المجدرة  أما التمر "العجوة"  فقد كان حاضرا بقوة  اضافة الى الزلابيا بالسمن البلدي والسكر وهي الحلوى الوحيدة الشائعة  اما أصناف الحلوى والمرطبات الأخرى فقد كانت غائبة عن موائد الافطار.

كان هلال رمضان... يعلن دخول الشهر الفضيل والصيام... فيبدأ الأهالي بتبادل التهاني... ويزورون بعضهم بعضا قبل نهاية اليوم... ثم تعلق الفوانيس الرمضانية المميزة والتي كانت تضاء بالكاز . لكن هذه المشاهد الحميمة والدافئة... تغيرت في أيامنا هذه... فصار أفراد العائلة يتحلقون حول التلفزيون لمتابعة المسلسلات  والمقاطع الكوميدية المضحكة... وكثير منهم يجتمعون على مائدة إفطار حديثة تعج بالأطباق الصينية والإيطالية والمكسيكية والأوروبية، لينتهي اليوم بسحورٍ مميزٍ في مطعم أميركي سريع... بحيث لا يتسع الوقت لإعداد سحور منزلي... فرمضان في هذه الايام وللاسف تحول إلى شهر استهلاكي... يعكس وجهاً واحداً هو الازدحام...ولم يعد شهراً خاصاً بالعبادة والزهد. أصبح استهلاكياً بامتياز...وفقد رونقه بسبب الازدحام في الأسواق.. وتكدس الأطباق والمسلسلات أيضا...ولم نعد نميز الجيد من السيئ في المسلسلات لكثرتها وأضحت جميع المسلسلات تتجه للإضحاك فقط.

حقيقة اني أشتاق لرمضان الذي عشته في الزمن الماضي... وكان يتسم بالبساطة في كل شيء...أشتاق الى طبل المسحراتي "عبد الغني" والى صوت المؤذن العذب "ابوجناح " والى حارتنا وساحتها "طيلان" ولعبة "الخارطة "حتى السحور ..حقا اني أشتاق الى قمر سوم الرمضاني الذي كان ينير لنا الطريق الى المسجد لأداء صلاة الفجر.

* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية. 
التعليقات
الدكتورة اكرام مراشدة
ابدعت وأبدع قلمك
28/02/2025 - 9:31:35 PM
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني