الرقيب الدولي -
تتألق الفنانة داليا مصطفى في الأدوار الصعبة وحققت نقلة جديدة في مشوارها الفني بعد نجاحها في مسلسل "حواديت الشانزلزيه".
وفي حوارها مع "العربية.نت"، تحدثت داليا عن ردود الأفعال حول المسلسل ودورها في مسلسل "الكبريت الأحمر" الذي تناول قصصا تدعو للدجل والشعوذة، كما وصفه النقاد، كما كشفت سبب عدم تعاونها مع زوجها الفنان شريف سلامة وموقفها من السينما والمسرح.
*حدثينا في البداية عن تجربتك في مسلسل "حواديت الشانزلزيه" وردود الأفعال التي حققها المسلسل؟
**المسلسل كان تجربة صعبة جدا لأنه يتحدث عن حقبة الخمسينيات ويتناول قصة 5 فتيات قتلن شخصا حطم أحلامهن وتعمد إيذاءهن لتحقيق مصالحه الشخصية، وحقق العمل رد فعل جيدا جدا، خاصة أنه عُرض خارج السباق الرمضاني، لكنه حقق مشاهدة عالية جدا، وجسدت شخصية "قسمت هانم" التي تنتمي لطبقة راقية، ومتزوجة من إياد نصار، ويوهمها أنها تعاني من مشكلة في الإنجاب، ثم تكتشف خيانة زوجها، وتنتقم منه بعد أن حطم أحلامها وهدفها في أن تكون أما ولها أطفال.
*مهد المسلسل لانتقام شرس جدا تركز على القتل مما جعل البعض يتهمه بأنه يعلّم النساء القتل ويكرس لمعانٍ عدائية.. فما رأيك؟
**بالعكس.. المسلسل له أهداف كثيرة جدا، منها نقلنا لعالم الخمسينيات الذي كان شديد الرقي، ومن شدة حبي للعمل تمنيت أن أعيش في هذه المرحلة الرائعة بملابسها ومفرداتها الراقية وأحاسيسها المرهفة. ولم تكن رسالة المسلسل تعليم النساء القتل أو الرد بالانتقام على الإيذاء، بالعكس العمل رسالة للعودة للأخلاق الراقية في التعامل وإن كان رد فعل النساء بالعمل القتل، فهذا ليس هدفنا الأساسي، بل كان رد فعل على سلسلة من الجرائم ارتكبها الرجل في حق غيره وكان نموذجا سيئا، ولكن بحكم الدراما والغموض وأن العمل يدور حول جريمة قتل غامضة، كان لابد أن يكون حدثا أساسيا بحكم الحبكة لا أكثر، والغريب أن الناس لم تكره رد فعل النسوة، ومعظم ردود الأفعال كانت متعاطفة مع النساء رغم قتلهن للرجل الشرير.
*قدمت في رمضان الماضي شخصية مركبة من خلال مسلسل "قمر هادي" مع هاني سلامة.. فما تقييمك لتلك التجربة؟
**فعلا كان الدور مركبا والشخصية صعبة، وكذلك كل أبطال المسلسل حيث ينتمي العمل للدراما النفسية، وحقق نجاحا كبيرا أسعدني بشكل كبير.
والتجربة بوجه عام كانت مثمرة مع نجم بحجم هاني سلامة، والمخرج المميز رؤوف عبدالعزيز، واستفدت كثيرا من هذا العمل وأعتبره من الأعمال المؤثرة في الدراما.
*من أعمالك التي أثارت جدلا مسلسل "الكبريت الأحمر" الذي جسدت فيه شخصية متمردة، واتهم البعض العمل بالترويج للدجل والشعوذة.. فما ردك؟
**"الكبريت الأحمر" من أحب التجارب لقلبي، وليس حقيقيا أنه روج للدجل والشعوذة، فقد فوجئت بمثل هذه الانتقادات، وقد يكون من أطلقها لم يتابع المسلسل للنهاية، فالمسلسل يؤكد على أن الانقياد وراء الخرافات نهايته مؤلمة ولا يوجد ما يدعو للإيمان بالدجل والشعوذة لأنها حيل ونصب لا أساس لها من الصحة، ولكن بوجه عام التجربة كانت ثرية جدا، وفريق العمل كان أكثر من رائع، وكان العمل من أكثر الأعمال مشاهدة وتصدر مواقع التواصل الاجتماعي.
*نالت شخصية "جيريمين" التي قدمتيها انتقادات كثيرة مثل جرأتها وعملها أشياء لا تتناسب مع طباع المرأة الشرقية؟
**فعلا كانت شخصية "جيريمين" شديدة التمرد والجرأة، لكنه نموذج موجود بالمجتمع حتى وإن كان نادرا، فهي شبه مريضة نفسيا، وتعاني من صراعات داخلية وهذا ما جذبني للشخصية، والممثل لابد أن يؤدي كل الأدوار ولا يفكر في تداعيات الاستقبال من الجماهير، ورغم كل ذلك نجحت الشخصية لأنها وصلت للناس ونفروا منها جدا.
*هل تبحثين عن الشخصيات الغريبة والمعقدة؟
**أبحث عن الشخصيات الجديدة التي لم أقدمها من قبل، والأدوار التي تدعو للتفكير والجدل، فإن قدمت شخصية عادية وسلسة لن أجد متعة، ولن أحقق اختلافا، وهذا ليس هدفي، وربما هذا سبب عدم تواجدي بشكل مكثف لأنني لا أقبل أي دور، بل أحاول البحث عن الأدوار التي تترك بصمة وتثير الجدل وتحقق إشباعا لي كممثلة قدمت عشرات الأدوار من قبل ولا أحاول تكرارها.
*لماذا لم نر أعمالا فنية تجمعك مع زوجك الفنان شريف سلامة؟
**لا يوجد قرار بعدم التعاون بيننا، بالعكس نتمنى عملا مناسبا يجمعنا، وإن عرض سيناريو مناسب وفكرة جديدة لن نتردد في المشاركة بكل تأكيد، وحتى إن لم نتعاون على الشاشة إلا أننا نتشارك الآراء في أدوارنا ونأخذ رأي بعضنا في الكثير من الأعمال، وأنا أشجعه وهو يدعمني بقوة ويشجعني على قبول التحديات الفنية.
*يقال إنك ترفضين أعمالا مسرحية رغم أن آخر عمل لك كان مسرحية "عز الضهر" منذ 15 عاما تقريبا.. فلماذا قررت مقاطعة المسرح؟
** فعلا كان آخر عمل شاركت به في المسرح مسرحية "عز الضهر" منذ 15 عاما، والحقيقة أنني لا أقاطع المسرح بل اشتقت له جدًا، ولم يعرض علي عمل يستفزني للمشاركة المسرحية، وللأسف في الوضع الراهن قد لا أستطيع التفرغ للمسرح لأنه يتطلب مجهودا خاصا، وأنا أنشغل بأعمالي التلفزيونية ولا أجد مساحة تفرغ تتيح مشاركاتي المسرحية، ولكن بالتأكيد سأقدم مسرحا في الوقت المناسب.
*وماذا عن السينما وبعدك عنها؟
**السينما عشق كبير لي وقدمت فيها أعمالا مميزة جدا، وربما لم يعرض عمل مناسب لي يوازي ما قدمته من قبل، ولكن بالتأكيد أتمنى المشاركة في عمل مناسب وهناك أكثر من عمل حاليا أتناقش فيها لاختيار الأفضل.
*هل صحيح أنك اتجهت للبيزنس خارج الوسط الفني مع زوجك؟
**لا لم أتجه للبيزنس، فأنا ممثلة فقط حتى الآن، ولكن زوجي لديه بيزنس خاص متعلق بالسياحة حيث يمتلك مراكز غطس بشرم الشيخ، وشركة لبناء "اللسان" داخل الفنادق، وأنا أدعمه جدا في هذا المشروع لكني لم أشارك فيه أبدا، فالبيزنس خارج نطاق اهتماماتي.
*هل هناك أعمال قادمة لك في رمضان المقبل؟
**هناك عملان في رمضان القادم، ومازلت أقرأهما ولم أبدِ رأيي فيهما حتى الآن، وسأختار أحدهما قريبا، ولكن لا يمكنني الإعلان عن تفاصيلهما احتراما للزملاء المشاركين وفريق العمل.
*وأخيرا ما محاذيرك في عالم الفن؟
**ليس لي محاذير أو خطوط حمراء إلا أني أشارك في أعمال راقية وأبعد تماما عن أي عمل يميل لاستخدام الأسلوب الركيك، سواء في الحوار أو الصورة أو النجوم، فقد تعلمت الفن الراقي وقررت أن أكون ضمن هذه المنظومة.