الزميل معين المراشده يكتب : في ذكرى التعريب...هنيئاً لنا قواتنا المسلحة الأردنية..الجيش العربي المصطفوي
كتب: معين المراشده -
في الذكرى الثامنة بعد الستين لتعريب قيادة الجيش العربي الأردني المصطفوي الهاشمي والتي تصادف في الأول من آذار كل عام.. والتي تحل هذا العام في ظل ظرف استثنائي تعيشه الأمة بسبب تواصل العدوان الاسرائيلي اللانساني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. وازاء هذا الظرف ونحن نستذكر هذه المناسبة العظيمة على قلب كل أبناء الوطن لابد لنا وان نسجل بداية فخرنا واعتزازنا بجهود صاحب الجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وتوجيهاته السامية للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، بإغاثة اهل غزة.
لان ارتباط الاردن مع فلسطين الارض والانسان ارتباط عضوي فكان لهذا الموقف المشرف والرجولي لجلالته اسمى آيات الفخر والاعتزاز لما قام ويقوم به خدمه للقضيه وعدالتها مدعوماً بموقفٍ شعبي تناغم مع موقف القياده والحكومه وجيشنا العربي واجهزتنا الأمنية في خندق الشرف والاباء والرجولة..
وهاهي قواتنا المسلحة الباسلة ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة دأبت وسارعت وفي ظروف استثنائية وصعبة على ترجمة توجيهات جلالة الملك من خلال تسيير المساعدات الإنسانية غذائية وطبية عبر طائرات من مطار ماركا إلى مطار العريش الدولي ومن خلال عمليات الإنزال الجوي المباشر على قطاع غزة والتي جاءت بعضها بمشاركة كريمة وإشراف مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المفدى والتي كان آخرها قبل أيام في السابع والعشرون من شباط في أكبر عملية إنزال جوي مباشر
استهدفت بشكل رئيسي إيصال المساعدات للسكان بشكل مباشر واسقاطها على طول ساحل قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب
نعم.. هذا هو جيشنا.. هذا الجيش العربي الأردني, الذي انتشل عزمه وسلاحه من أحلك الأيام وأصعبها, تلك الأيام التي تلت المؤامرة الاستعمارية – الصهيونية, على الثورة العربية الكبرى, وقيادتها.. حيث بدأ من الصفر وعاد ليحارب في الأربعينيات في سوريا والعراق, وحارب في أواخرها في فلسطين وعلى أسوار القدس, ثم حارب بعد تحرير إرادته وتعريبه على كل أرض عربية دفاعاً عن مبادئ الثورة العربية الكبرى ودفاعاً عن النهضة ذاتها التي ناد بها أحرار العرب وقادها الهاشميون بشرف وعزة.
نعم.. هذا هو جيشنا.. هو الجيش العربي الأردني الذي يستعد ويحشد للمعارك المقبلة, فجيشنا منذ مطلع العشرينات وحتى الآن استمراراً طبيعياً تلقائياً يحمل الراية من جيل إلى جيل, لم يتغير ولن يتغير بإذن الله, ولم ينقل بندقية الولاء من كتف إلى أخرى, من أيام الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه إلى أيام قائده الأعلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه .. هذه الاستمرارية هي التي أعطت للجندي العربي الأردني بوصلة العمل القومي, وعتقت في عروقه تقاليد القتال وروحيته, وفتحت أمام عينيه صورة الوطن الكبير, لا صورة الصنم ولا صورة الحزب, ولا صورة المستوردات الفكرية والعقائدية, وشرعت أذنيه على سماع الهتاف الخالد الوحيد, أيها العرب تحرروا واتحدوا..
نعم.. هذا هو جيشنا.. هو الجيش العربي الأردني صاحب الصورة المشرفة المطبوعة عنه في أذهان العالم, على أنه جيش عسكري محترف عالي الكفاءة وشديد الانضباط, وله وزن حقيقي في حسابات الأصدقاء والأعداء سواء بسواء, وهي السمعة التي لم يكتسبها عن طريق الحملات الإعلامية والدعائية أو نشاط العلاقات العامة, بل نتيجة للممارسات والتجارب العملية التي مر بها من خلال تاريخه الطويل منذ تأسيس المملكة.
نعم.. هذا هو جيشنا.. هو الجيش العربي الأردني, الذي لم ينغمس في الحكم والمؤامرات وبالتالي لم يتعرض للتطهير تلو التطهير كما تعرضت بعض الجيوش العربية التي تم جرها من ثكناتها وميادين تدريباتها واستعدادها إلى دهاليز السياسة والحكم حتى وجدت نفسها تستعمل السلاح لحماية الضباط الذين فرضوا أنفسهم حكاماً وقادة سياسيين على رأس الدولة والأحزاب والأجهزة الإدارية والسياسية, لا لحماية أوطانهم من الأخطار وحفظ أمنها واستقرارها.
نعم.. هذا هو جيشنا.. هو الجيش العربي الأردني..بقيادته الحكيمة الذي يواصل التدريب دوماً ويحمل البندقية بيد ويمارس البناء والإنتاج باليد الأخرى, كلما كانت هناك مهمات صعبة تتطلب الإنجاز.. فها هو سلاح الهندسة الملكي شق الطرق وبنى الجسور ومد أنابيب المياه.. وهذه الخدمات الطبية الملكية قدمت وما زالت وستبقى بإذن الله تقدم أفضل الخدمات لقطاع عريض من أبناء الشعب الأردني والعربي والدولي.. ناهيك عن مدارس القوات المسلحة التي خرجت آلاف الطلبة من جميع الفروع الأكاديمية المهنية من مختلف الاختصاصات ومشاريع الإسكان التي نفذها وكانت في مقدمة المشاريع الإسكانية في المملكة وقبل أن توجد مؤسسة الإسكان المدنية, وكذلك المؤسسات العسكرية الاستهلاكية والتي أصبحت رائدة في توفير السلع الأساسية بأسعار معقولة ليس لأفراد القوات المسلحة وعائلاتهم فحسب بل لكل الأردنيين والمقيمين على حد سواء وفي كل مكان على مد أرض الوطن.
إذن.. في ذكرى يوم التعريب, نقول هذا هو جيشنا, جيش ليس مكلفاً فقط بحراسة أرض الوطن وتوفير الحماية للمسيرة الإنمائية بل هو إلى جانب ذلك ومعه, مشارك في تنفيذ هذه المسيرة بشكل مباشر وفاعل في كل مناحي الحياة, في البناء والتشييد وشق الطرق والمرافق العامة, والإسكان والصحة والتعليم والتدريب المهني وغيرها الكثير الكثير..
وختاماً, ففي ذكرى يوم التعريب نقول لجيشنا العربي الأردني هنيئاً لك وهنيئا لقائدك الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم .. وهنيئاً لنا نحن الأردنيين جميعأ جيشنا المستعد دائماً لبذل الدم والتضحية عندما يتعرض الوطن للخطر, وتقديم الجهد والعرق بهمة ونشاط وإخلاص عندما يطلب الوطن البناء والتطور.. ونقول لكل العالم بفخر واعتزاز هذا هو جيشنا.. هذا هو الجيش العربي الأردني الهاشمي المصطفوي.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.