رئيس الوزراء يشدد على أهميَّة التوسُّع في الصِّناعات الدَّوائيَّة بما يسهم في تعزيز الأمن الدوائي للمملكة
الرقيب الدولي -
أكَّد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان دعم الحكومة للاستثمارات القائمة في مدينة السَّلط الصناعيَّة وتقديم التسهيلات اللازمة لتطويرها والتوسُّع فيها، ومساعدتها في الوصول إلى أسواق خارجية جديدة لمنتجاتها؛ بما يسهم في زيادة فرص التَّشغيل التي توفِّرها.
جاء ذلك خلال الزِّيارة الميدانيَّة التي أجراها رئيس الوزراء إلى مدينة السَّلط اليوم الأربعاء، والتي شملت عدداً من المواقع ضمن جولاته الميدانية الأسبوعية، وضمَّت مدينة السلط الصناعية، حيث التقى عدداً من أصحاب الشركات والمصانع الدوائية والغذائية، واستمع منهم إلى واقع العمل والمجالات الممكنة للتَّسهيل عليهم والتوسُّع في استثماراتهم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أهميَّة الصِّناعات الدَّوائيَّة التي شهدت تطوُّراً مهمَّاً خلال الفترة الماضية، مؤكِّداً دعم الحكومة للتوسُّع في هذه الصِّناعات في مختلف المناطق الصِّناعيَّة؛ بما يسهم في تعزيز الأمن الدوائي في المملكة، ومساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة فرص العمل للأردنيين والأردنيات في هذا القطاع.
ووجَّه رئيس الوزراء للعمل على ربط مدينة السَّلط الصِّناعيَّة بوسائل النَّقل العام؛ لتسهيل وصول العاملين في المصانع، بالإضافة إلى تحسين جودة الاتصالات ومختلف الخدمات الضروريَّة لإدامة عملها والتوسع في أنشطتها.
كما أكَّد سعي الحكومة الجاد لتهيئة البيئة الملائمة لاستقطاب الاستثمارات المحليَّة والأجنبيَّة للمدن الصِّناعيَّة في مختلف مناطق المملكة من خلال الدَّعم والحوافز الجاذبة التي تقدِّمها الحكومة.
وخلال زيارته لمعهد تدريب مهني السلط، أكَّد رئيس الوزراء أهميَّة التوسُّع في البرامج المهنيَّة والتقنيَّة التي تقدِّمها معاهد التَّدريب المهني، لتشمل مختلف فئات الشَّباب من خريجي الجامعات والثانوية العامَّة وغيرهم، بما يسهم في تطوير مهاراتهم وزيادة فرصهم لدخول سوق العمل.
وأشاد رئيس الوزراء خلال جولته في المعهد بمستوى البرامج التي يقدِّمها، وقدرتها على جذب العديد من المتدربين، خصوصاً في مجال الصِّناعات الدوائيَّة وصيانة المركبات وغيرها من المهن التقنية والحرف اليدوية.
وأكَّد في هذا الصَّدد دعم الحكومة للتوسُّع في هذه البرامج؛ لاستيعاب عدد أكبر من الشَّباب المتدرِّبين من خريجي الجامعات أو الثَّانويَّة العامَّة، وبالتَّالي مضاعفة فرص التشغيل، سيما وأنَّ نسبة التشغيل بين خريجي المعهد الذي تبلغ طاقته الاستيعابية قُرابة 250 متدرباً في جميع المستويات المهنيَّة، تصل إلى 100بالمئة.
كما شدَّد رئيس الوزراء على أهميَّة الاستفادة من مبادرات التَّسويق الإلكترونيَّة للمنتجات التي يتمّ العمل على تطويرها لتكون أداة رقميَّة لتسويق المنتجات الحرفيَّة واليدويَّة، بالإضافة إلى تطوير التَّصاميم للصناعات الخزفيَّة التراثيَّة وربطها بمصممين أردنيين متميزين؛ بما ينعكس على جماليتها وجودتها ويسهم في زيادة تسويقها.
وأشار إلى ضرورة التَّشبيك بين معاهد التَّدريب المهني في مختلف مناطق المملكة والجمعيَّات الإنتاجيَّة للاستفادة من التَّجارب والخبرات المتبادلة، والتَّعاون في الإنتاج والتسويق بما يحقِّق قيمة مضافة ومردوداً أعلى للمنتجات.
ووجَّه رئيس الوزراء إلى ضرورة التَّواصل مع فروع الشَّركات الكُبرى المتواجدة في الأردن لغايات تشبيك المتدربين في معاهد التدريب المهني مع هذه الشركات، لتعزيز خبراتهم العمليَّة واستقطابهم للعمل في تلك الشَّركات بعد انتهاء التَّدريب.
وتفقَّد رئيس الوزراء سير العمل في مشروعيّ المستشفى الافتراضي والمركز الصحي الشامل اللذين يجري العمل على إنشائهما في مستشفى الحسين / السلط القديم، حيث استمع من وزيريّ الصحَّة والاقتصاد الرَّقمي والرِّيادة إلى إيجاز حول مراحل الإنجاز والخدمات الصحيَّة التي سيتمُّ تقديمها.
ويُعدُّ المستشفى الافتراضي الأول من نوعه في المملكة، ويُقام على مساحة 1600 متر مربع من مستشفى السَّلط القديم، حيث سيقدم خدمات الرعاية الطبية عن بُعد من خلال آليَّة للتواصل الإلكتروني تمكِّن مقدِّمي الخدمة الطبيَّة من الاتِّصال مع الطواقم الطبيَّة والمرضى لتقديم الرعاية والاستشارات الطبية لهم.
وسيتمّ ربط المستشفى الافتراضي مع 5 مستشفيات حكوميَّة طرفية في الرَّمثا، والمفرق، والطَّفيلة، وعجلون، ومعان؛ حيث سيقدِّم خدمة قراءة الصور الشعاعيَّة من مختلف الأنواع لهذه المستشفيات من خلال إرسالها إلكترونيَّاً إلى المستشفى الافتراضي من قبل اختصاصي الأشعة التشخيصيَّة المتواجدين فيه، وكذلك تقديم الاستشارة الطبية اللازمة لمرضى العناية الحثيثة في تلك المستشفيات، من خلال التواصل من فريق متعدِّد التخصُّصات مع مقدِّمي الرِّعاية في وحدات العناية الحثيثة في المستشفيات المذكورة بشكل يومي وعلى جميع المرضى المتواجدين فيها.
كما سيقدِّم المستشفى الافتراضي خدماته لمرضى الكُلى، من خلال ربط اختصاصي الكلى في المستشفى الافتراضي مع مقدِّمي الخدمة في وحدات غسيل الكُلى لوضع الخطة الطبية اللازمة لآلية غسيل الكلى لكل جلسة.
وسيقوم المستشفى كذلك بتقديم خدماته في بعض التخصصات الفرعية للمراكز الصحية بشكل دوري كالقلب والغدد الصماء والسكري وغيرها، وذلك من خلال اختصاصيين يتم ربطهم مع تلك المراكز، حيث يجري العمل حالياً على البدء بالربط مع مركزيّ غور المزرعة والأميرة بسمة اللذين يتم تجهيزهما بعيادتين للطبابة عن بُعد.
وفيما يتعلَّق بمركز صحي السلط الشامل الذي تمَّ استحداثه من خلال إعادة تاهيل طابقين في مستشفى السلط القديم، فسيتمّ دمج 4 مراكز صحيَّة مستاجرة ضمنه؛ ليقدِّم خدماته الصحيَّة بشكل أكثر شموليَّة وجودة وتكامليَّة، وليساهم في تخفيف الضغط على طوارئ مستشفى السلط.
وأكَّد رئيس الوزراء في هذا الصَّدد ضرورة إنجاز أعمال التَّأهيل للموقع بالسُّرعة الممكنة، والبدء بتشغيل المستشفى الافتراضي والمركز الصحي بداية العام المقبل، ليقدما الخدمات الصحية النوعية للمواطنين وفق ما هو مخطَّط له، وبما يعزِّز من الخدمات الصحيَّة المقدَّمة للمواطنين في مختلف المسشفيات والمراكز الصحيَّة المرتبطة بهما.
ورافق رئيس الوزراء خلال الجولة محافظ البلقاء سلمان النجادا.