الملك عبد الله الثاني: مسيرة حافلة بالإنجازات والريادة في ذكرى ميلاده الثالث والستين
د.سناء عبابنه -
في ذكرى ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الذي يوافق هذا العام بلوغ جلالته عامه الثالث والستين، يقف الأردنيون أمام مسيرة حافلة بالعطاء، مليئة بالتحديات والإنجازات التي شكلت ملامح المملكة الأردنية الهاشمية على مدار أكثر من عقدين من الزمن. في هذا اليوم، يستحضر الشعب الأردني ذكريات قائد حكيم جسد عبر سنوات حكمه عزمًا لا يلين، وحرصًا دائمًا على مصلحة الوطن والشعب، مؤكدًا أن الأردن في ظل قيادته بات واحدًا من أبرز الفاعلين في الساحة الدولية والعربية.
منذ أن تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني العرش في عام 1999، أثبت أنه قائد فذ لا يقتصر دوره على إدارة شؤون المملكة فحسب، بل يمتد إلى تأكيد حضور الأردن السياسي والاقتصادي على المستوى الإقليمي والدولي. ملكٌ يسير على نهج والده الراحل، جلالة الملك الحسين بن طلال، في الدفاع عن قضايا الأمة، ويواصل بتفانٍ سياسة حكيمة ترتكز على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، والمحافظة على حقوق الشعب الأردني في العيش الكريم والمستقبل الأفضل.
لقد شهدت السنوات التي مضت من حكم جلالته العديد من التحولات المهمة على مختلف الأصعدة. فعلى الصعيد الداخلي، كان جلالة الملك مدافعًا دائمًا عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية، معزِّزًا من الدور الفاعل للمؤسسات الدستورية، وساعيًا إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين، ومكافحة الفقر والبطالة، وتوفير بيئة تعليمية وصحية تواكب التطورات واحتياجات العصر الحديث.
لكن الدور البارز لجلالة الملك عبد الله الثاني لا يقتصر على الإنجازات المحلية فحسب، بل يشمل أيضًا مكانته المرموقة على الصعيدين العربي والدولي. فقد ارتقى الأردن في عهده إلى مصاف الدول المؤثرة في السياسة الإقليمية، بفضل سياسته الخارجية المتوازنة، والتي تضع مصالح المملكة في المقدمة، دون التفريط في قضايا الأمة الكبرى.
على المستوى العربي، يشهد التاريخ القريب والبعيد على مواقف الملك عبد الله الثاني الثابتة في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فقد كان جلالته دومًا الصوت العالي في منابر العالم دفاعًا عن حقوق الفلسطينيين، وخصوصًا في ما يتعلق بالقدس الشريف، حيث يعد جلالته وصيًا على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة. في ذات السياق، ظل الأردن في عهد الملك عبد الله الثاني لاعبًا أساسيًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي، سواء من خلال دوره في الصراع السوري أو في محاربة الإرهاب والتطرف، الأمر الذي أكسبه احترامًا دوليًا وإقليميًا.
أما على المستوى الدولي، فقد باتت المملكة الأردنية تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني واحدة من الدول المحورية في سياق العلاقات الدولية، حيث أسهمت الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالته في تعزيز التعاون مع مختلف الدول والمؤسسات الدولية. لا سيما في مجالات الأمن، والاقتصاد، والتنمية المستدامة، ما جعل الأردن يلعب دورًا فاعلًا في المفاوضات المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ان ما يميز جلالة الملك عبد الله الثاني عن غيره من القادة هو ارتباطه العميق بشعبه، واستجابته الدائمة لاحتياجاتهم وطموحاتهم. لقد كانت مواقفه الإنسانية في أوقات الأزمات بمثابة شعاع أمل للشعب الأردني، حيث تكفل جلالته بتقديم الدعم والمساعدة في أوقات الكوارث والأزمات، مستعرضًا في كل مرة قيمة القيادة التي تقوم على التضحية والحرص على رفعة الوطن والمواطن.
وبالنظر إلى السنوات الأخيرة، نجد أن جلالته قد نجح في التكيف مع المتغيرات العالمية المعقدة، واستطاع أن يجعل من الأردن قوة اقتصادية رغم التحديات الجمة التي واجهها، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية العالمية، وتداعيات جائحة كورونا. فكان جلالته دائمًا ما يُصر على تبني سياسات إصلاحية تستهدف تحسين واقع الحياة في الأردن وتعزيز اقتصاده الوطني، لا سيما في قطاعات الطاقة، والتعليم، والتكنولوجيا.
و ختانا فنحن اليوم، نحتفل بذكرى ميلاد قائد استطاع أن يثبت للمجتمع الدولي بأن الأردن ليس مجرد نقطة على الخريطة، بل هو قلب نابض في قلب الشرق الأوسط، وقوة لا يستهان بها في ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة. ويجدد الشعب الأردني في هذا اليوم العهد لجلالة الملك عبد الله الثاني، ويعبر عن فخره واعتزازه بقيادته الحكيمة، التي وضعت الأردن في مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات.
كل عام والأردن وجلالة الملك عبد الله الثاني بألف خير، والمسيرة مستمرة نحو مزيد من الرفعة والازدهار.