الزميل د.معين المراشده يكتب: رمضان للخير وليس "شوفوني" على أكتاف الفقراء...
بقلم : د.معين المراشده * -
انتشرت مؤخراً ظاهرة فعل الخير المغموس بالرياء، وتحديداً المنشورة صوتاً وصوره على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يعمل الشخص الخير كمساعدة كبير في السن على عبور شارع، أو تقديم العون لعامل نظافة وملاطفته، أو دعم أسرة فقيرة بمعونة عينية، وغيرها من الأعمال المشابهة، ويحرص مع كل تلك الأعمال على التقاط صورة عمله، ونشرها أمام الملأ!. الظاهرة لم تقتصر على فئة عمرية أو وظيفية بعينها، بل أصبحنا نلحظ بعض المسؤولين يقعون فيها أثناء جولاتهم الميدانية أو أدائهم أعمالهم التطوعية والخدمية للمجتمع، ساعين من ورائها للظهور والاستعراض والشهرة. و يبقى هذا السلوك سلوكاً غريباً يخفي وراءه أسباباً ودوافع تختلف من شخص إلى آخر...لكن أصبح واضحا ان غاية الغالبية العظمى هي حب الظهور والشهرة ..
وعندما نتحدث عن التركيبة النفسية لمجتمعنا، فإننا نجد شخصيات فُطِرت على حب الخير ومساعدة الغير، لكن مع انتشار تقنية التصوير، أصبح الجانب السيئ يطفو على السطح كثيراً حيث أصبحنا نرى بعض المبالغات في عرض الإحسان الى المحتاجين بطرائق تثير الاشمئزاز، ويتم نشر حتى أصغر الأعمال بصورة تصيبك معها الدهشة والاستغراب، وتوحي بأنّ كل ذلك من أجل مدح الناس والظهور على نهج مدرسة "شوفوني" الريائية.مصرين على الشهرة والظهور على أكتاف هؤلاء المحتاجيين. وعادة ما تكون التركيبة النفسية لهذه الحالة يسكنها كثير من حب لفت الأنظار إليها "نرجسية"، حتى لو كان ذلك على حساب الجانب الديني، وعلى مشاعر غيره، أو ربما أنّ هذه الشخصية تعاني من الشعور بالنقص الاجتماعي؛ لضعف مهاراته الحياتية التي تتيح له التواجد بين أقرانه من دون اللجوء لتلك الأفعال المنفّرة مع عمل الخير. وفي شهر رمضان المبارك حيث ينشط مثل هؤلاء اليهم نقول: اتقوا الله بالفقراء ولاتجعلوا اكتافهم سلالم للصعود وحب الشهرة والظهور.
* ناشر ورئيس هيئة تحرير وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية.