العين علي السنيد -
شهد العالم كله على مأساة الشعب الفلسطيني الذي ضحى بكل شيء في سبيل كرامته الوطنية، ونيل استقلاله وحريته.
وعلى هذا العالم ان يستمع لصوت الحق الفلسطيني، والعمل على تحقيق امال وتطلعات الفلسطينيين الذين مضوا يقاومون الاحتلال الاكثر همجية، وانحطاطا ودناءة في العصر الحديث ببسالة عز نظيرها في التاريخ.
ولم تمس اهوال المجازر والتشريد بروحهم الوطنية ، ولم يخضع الشعب الأسطوري البطل رغم التنكيل، والتجويع، والدمار.
وارتبط مستقبل الانسان الفلسطيني بقضيته المقدسة التي ظلت تسكنه على مدى حياته، ويعيش ويموت من اجلها.
وظلت روحه الوطنية متوقدة وباحثة عن الحرية وتبعث في الأجيال قيم التضحية والفداء.
وقد اختلطت أجساد الأطفال الفلسطينيين مع تراب فلسطين الطاهر، وقدم الشعب الفلسطيني اجياله على التوالي، وهو يرنو الى حلم التحرير، وتحقيق خلاصه الوطني.
وعندما كانت تصطدم امال وتطلعات الشعب الفلسطيني الوطنية مع حكومات الاحتلال المتطرف كان الفلسطينيون يرخصون ارواحهم، واجسادهم من اجل وطنهم، ولم تغلو مدنهم، وقراهم، وبيوتهم على فلسطين، وقد تم تسويتها بالأرض، واختلط الردم مع الدماء الطاهرة، ولم يستسلم الفلسطيني، ويترك حلمه الوطني، وضحى الإباء بالأبناء على شرف الأرض، والكرامة الوطنية.
وقدمت فلسطين على طريق التحرير اكبر قادتها، ورجالاتها ، ومفكريها، والرموز الوطنية التاريخية التي الهمت شعوب الأرض، وبعثت في الأمم والشعوب مشاعر العزة والكبرياء.
واليوم ينفرد الفلسطينيون بشعورهم الوطني على مستوى العالم، وتعلو هويتهم الوطنية المضمخة بالدماء الزكية، وقد وضعتهم التضحيات الجسام امام استحقاق تحررهم الوطني، وليصل الرصيد الوطني الفلسطيني الى أقصاه فوق الأرض المقدسة.
ولن يستطيع النظام العالمي ان يتهرب طويلا من مسؤولياته إزاء المأساة الفلسطينية المتواصلة منذ نحو قرن ، ويغمض عينيه عن حقوق الشعب الفلسطيني العادلة في الحرية والاستقلال، وتقرير المصير. (عمون)