الرقيب الدولي -
أكد العين توفيق كريشان رئيس اللجنة الإدارية في مجلس الأعيان بأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لن يقبل مطلقا بتهجير الأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن أو إلى أي دولة أخرى، مشددا على أن الأردن لن يكون وطنا بديلاُ للفلسطينيين، وأن الوطن الأصيل للفلسطينيين هو في فلسطين فقط.
كما أكد كريشان خلال رعايته الاحتفال الذي نظمته الفعاليات الشبابية والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في محافظة معان بمناسبة العيد الثالث والستين لميلاد جلالة الملك والذي أقيم في مركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في معان اليوم الثلاثاء، بأن الشعب الأردني بأكمله يقف مع جلالة الملك في رفض تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، وأن الشعب الأردني قال كلمته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الأردن لن يكون وطنا لغير الأردنيين.
وفيما يلي نص كلمة كريشان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل لنا وطناً عزيزاً شامخاً، وأسبغ علينا نِعمة الأمن والأمان والاستقرار
والصلاة والسلام على خير خلق الله، سيدنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
• أهلي الكرام، أهل العِزةِ والعُزوة، في محافظة معان الأبية، محافظة الشرفِ والكبرياء والرجولة.
• أبناء محافظة معان: شيوخِ العشائر، والوجهاء، وصناديدَ الحقِ الأردني.
• يا بواسل الأردن والأردنيين في محافطة معان الأبيّة، الجارة الأردنية القريبة من الحرمين الشريفيين في مكة المُكرّمة والمدينة المُنوّرة، والقريبة قلبياً وعاطفياً من القدس، والمسجد الأقصى الأسير والجريح.
- السلام عليكم ورحمة والله وبركاته
- السلام عليكم، في محافظة معان، فجر وميلاد الدولة الأردنية، منذ ما يزيد على مائة عامٍ ونيّف.
- السلام على أرواح الأبطال والشهداء من محافظة معان الأوائل، طيّب الله ثراهم، الذين ساهموا في أمن وسلامه.
- السلام على أبناء محافظة معان، الذين جعلوا من محافظة معان "عاصمة" لحُبِ الوطنِ الأردني الهاشمي، وأنموجاً للأمن والسلام والمحبة في الأردن.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيها الرَبعُ، والأسرة والعشيرة الواحدة في محافظة معان، التي تفخر وتكبر باسم الوطن، في كل فضاءات العالم.
نلتقي اليوم في مناسبة غالية على قلوبنا جميعاً، مناسبة العيد الثالث والستين، لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، قائد المسيرة الأردنية، وحامل راية المجد والعزة والكرامة.
في هذا اليوم، نُجدد العهد والولاء لجلالة الملك، ونُعاهد الله والوطن على أن نبقى كما كنا دائماً، صفاً واحداً، مُتماسكين، أقوياء في وجه كل التحديات، ومُدافعين عن أردننا الغالي، رافضين كل المؤامرات التي تحاك ضد هذا الوطن الأردني الهاشمي العزيز.
إن وحدتنا الوطنية، هي صمام الأمان في مواجهة كل المخاطر والتحديات التي تحيط بنا، وهي دِرعنا الحصين أمام كل من تُسوِّل له نفسه العبث بأمن الأردن واستقراره.
ومن هذا المنطلق، فإننا نؤكد اليوم، ومن على هذه الأرض الأردنية المُباركة، ومن على أرض محافظة معان تحديداً، بأن الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأي أحد، لا للفلسطينيين ولا لغيرهم، وأننا في الأردن شعباً وقيادة، لن نقبل بتهجير أشقائنا الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن، أو إلى أي دولة أخرى. فالأردن سيبقى للأردنيين شاء من شاء، وأبى من أبى، وفلسطين مهما طال الاحتلال هي للفلسطينيين فقط، وهذه حقيقة تاريخية ثابتة لا تقبل المساومة ولا التفاوض، لا دينياً ولا سياسياً ولا شعبياً، ولن نقبل في الأردن بغير ذلك.
لهذا أقولها بفمٍ مليئ بكبرياء كافة عشائر محافظة معان الأبية، وباسم كل العشائر الأردنية، بأننا نوجه رسالة أردنية إلى "النتن"، بأن الأرض الأردنية، والشعب الأردني، سيكونوا ناراً تلظّى، تحرق كُلّ من يُحاول أن يستهدفها، وقد علّمناكم في معركة الكرامة عام 1968، بأن الأرض الأردنية هي مقبرة لليهود الصهاينة المُعتدين، مثلما علّمناكم أيضاً في حرب رمضان عام 1973، بأن الجيش الأردني هو الجيش العربي الوحيد الذي قهركم حتى الآن، وجعلكم تصرخون من شِدة بسالة الجندي الأردني.
ولتعلم أيضاً أيها "النتن"، بأن الأردنيين هم "بدو"، بوجوه صحراوية سمراء لا تضحك بسهولة، وبسواعد صلبة لا تلين، وأنهم قد تربوا وعاشوا بكرامة وعِزة في "بيوت الشَعر"، في أعماق الصحراء، لهذا أقول لكم بأن "بيوت الشَعر" الأردنية، ستكون هي بوابة النصر للدفاع عن الأردن، وعن قيادتنا الهاشمية المُظفّرة، وستكون محافظة معان هي فاتحة النصر بإذن الله.
• أبناء محافظة معان ... شيوخاً ووجهاء وعشائر وبواسل
وأريد أن أطمئنكم وأطمئن الشعب الأردني من خلال هذا الاحتفال، بأني لمست شخصياً خلال لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع رئيس مجلس الأعيان والمكتب الدائم ورؤساء اللجان قبل عِدة أيامٍ حول قضية تهجير الأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن، بأن جلالة الملك وكما يعهده الأردنيون يتولى شخصياً هذا الموضوع الخطير، ومعه كلّ الأردنيين، ويقود هذه القضية بحِكمة وحِنكة، واضعاً مصلحة الأردن العليا فوق كل اعتبار، لهذا نحنُ مطمئنين بأن جلالة الملك الذي تعامل كقائد فذٍ، وملكٍ حكيمٍ، وصانع سياسة مُحترفٍ، مع الكثير من الأخطار والتحديات والعقبات التي واجهت المملكة، على مدى الـ (25) سنة الماضية، قد خرج دائماً مُنتصراً دائماً، وجنّب الأردن والأردنيين ارتدادات هذه الأخطار، لهذا نحن على ثقة بأن الأردن سيتجاوز هذه الأزمة بِحكمةٍ وحِنكة جلالته أيضاً.
لهذا فنحن على يقين أيضاً، بأن جلالته كان ولا يزال وسيبقى صوت الحق في المحافل الدولية للدفاع عن مصلحة الأردن، وعن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، ومطالباً المجتمع الدولي، بمن فيه الولايات المتحدة الأمريكية، وهيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي، وروسيا والصين، وكل المحافل الدولية، بضرورة الوقوف بوجه العدوان الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤمنين بأنه يجب على العدو الإسرائيلي أن يتحمل مسؤولياته وأخطائه كاملة، وأن يدفع ثمن الاحتلال وثمن الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها بحق الفلسطينيين المدنيين الأبرياء، مثلما عليه أن يتحمل كُلفة إعادة بناء ما دمره في قطاع غزة والضفة الغربية، فلا يُمكن أن يُترك الأشقاء الفلسطينيين وحدهم في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية، التي تسبب بها جيش الإحتلال الإسرائيلي.
ومن على أرض محافظة معان الأبية أقول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبيل لقائه اليوم الثلاثاء مع جلالة الملك عبدالله الثاني، بأن جلالته ومنذ توليه المسؤولية، عمل بلا كلل ولا ملل للحفاظ أمن وسلام واستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تموج بالصراعات والاضطرابات. وكانت جهود جلالته الدبلوماسية والسياسية، حاضرة في كل المحافل الدولية، لإقناع زعماء وقادة العالم بأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، هو الحل الوحيد العادل والدائم لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. فالفلسطينيون لا يريدون سوى أن يعيشوا بحرية وكرامة في دولتهم المستقلة، ولا يمكن للسلام أن يتحقق دون تحقيق هذا الحق المشروع لهم.
وفي هذا السياق، لا يجب أن ننسى، الدور العظيم الذي تقوم به قواتنا المسلحة الأردنية وأجهزتنا الأمنية، وفي مقدمتها دائرة المخابرات العامة، التي تعمل ليلاً ونهاراً لحماية أمن الأردن واستقراره. إن هؤلاء الرجال الأشاوس والبواسل، في الجيش العربي (سياج الوطن)، والمخابرات العامة (جُند الحق)، والأجهزة الأمنية (العيون الساهرة)، يبذلون الغالي والنفيس ليبقى هذا الوطن حِصناً مُحصّناً، وليبقى الشعب الأردني ينعم بالأمن والأمان. كما أن جهودهم غير المرئية، للحفاظ على السلم المجتمعي، تنعكس إيجابياً على الأمن والاستقرار في كل المنطقة.
إن أبناء الأردن الأوفياء، مُطالبون اليوم بأن نكون صفاً واحداً خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، وأن ندعم مواقفه الثابتة والمُشرِّفة في الدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وعلينا أن نُوحِد خِطابنا مُتكئين ومُعتمدين على خطاب جلالة الملك، وأن لا نعطي الفُرصة للطابور الخامس والمُغرضين وأصحاب الأجندات المشبوهة لزرع الفتنة بيننا، فهناك من يسعى لإقحام الأردن في حروبٍ وصراعاتٍ لا مصلحة للوطن فيها، ولكننا نؤكد للجميع بأن الشعب الأردني هو شعبٌ باسلٌ ومِقدام، والتاريخ يشهد على بطولات جنود الجيش العربي الأردني في الدفاع عن القدس وعن مُقدساتها الإسلامية والمسيحية، ولكن في الوقت ذاته، فإننا لن نسمح لأحد باستغلال الظروف الراهنة لفرض أجنداته الخاصة على الأردن وعلى الأردنيين.
وها نحن نشاهد بأمّ أعيننا بكل أسف، كيف أن بعض الدول العربية الشقيقة تعيش اليوم في دوامة الموت والدم والفوضى والظلام، حيث انتشر السلاح خارج نطاق الدولة، وأصبح الشقيق يقتل شقيقه بسبب اختلافات سياسية أو مذهبية أو طائفيه، أو حتى لأسباب تافهة، لهذا نحن في الأردن نرفض أن نصل إلى هذه المرحلة، وسنبقى مُتماسكين تحت راية الهاشميين، ونلتف حول قيادتنا الحكيمة، ونحافظ على وحدتنا الوطنية بكل ما أوتينا من قوة وعزم وعزيمة، ولن يوجه السلاح الأردني إلا إلى محاربة أعدائنا فقط.
• أبناء محافظة معان الأبية ... شيوخ عشائر ووجهاء وبواسل
إننا اليوم، إذ نحتفل بعيد ميلاد جلالة الملك الثالث والستين، لا بد أن نستذكر تاريخ محافظة معان الأبية، وقادتها وشيوخ عشائرها ورجالاتها الأوائل، الذين كانوا من أوائل الأردنين الذين التفوا حول الهاشميين وأسهموا في تأسيس الدولة الأردنية منذ عام 1921، جنباً إلى جنب مع بقية العشائر الأردنية الأصيلة. ولقد كان قادة وشيوخ ورجالات ووجهاء وأبناء محافظة معان دوماً في مُقدمة المدافعين عن الأردن، وهم الأوفياء للقيادة الهاشمية، والحريصين على ثرى هذا الوطن الطاهر.
ونستذكر في ذات الوقتِ، دور العشائر في محافظة معان وكلّ العشائر الأردنية، في دعم الثورة الفلسطينية في ثلاثينات القرن الماضي، وفي حرب 1948، وفي حرب 1967، وفي حرب الكرامة عام 1968، وفي حرب رمضان عام 1973، مثلما نستذكر أيضاً دور كل العشائر الأردنية في تطوير وتحديث الأردن منذ ما يزيد على مائة عامٍ من تأسيس هذه الدولة، وغدا الأردن منارة عِلم وعمل وإيمان وتطوّر وتقدّم.
كما لا يُمكننا أن ننسى في يوم الوفاء والبيعة، الزيارات المباركة للمغفور له، جلالة الملك الباني، الحسين بن طلال طيّب الله ثراه إلى كافة أرجاء محافظة معان، ولقاءاته المُشرّفة مع هذه العشائر، والتي رسخت مكانة هذه محافظة معان العزيزة كركيزة أساسية من ركائز الوطن.
كما أن جلالة الملك عبدالله الثاني، الملك المُعزز، ومنذ توليه العرش قبل 26 عاماً، حرص على زيارة محافظة معان عدة مرّات، ولقاء عشائرها وأهلها الطيبين، تأكيداً على مكانتها التاريخية والوطنية، وتقديراً لدور شيوخها ورجالاتها في الدفاع عن الأردن والذود عن مقدساته.
لهذا، فإن محافظة معان ستبقى بوابة النصر والوحدة والسلام، وسيظل أبناء عشائرها، مدافعين أشداء عن الأردن بتاريخه وإنجازاته ومكتسباته، وعن القادة الهاشميين وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني، مثلما هم مُدافعين أيضاً عن المسجد الأقصى الجريح، وعن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه.
وها هو ولي العهد أيضاً، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، شيخ الشباب، يسير على نهج الملك المؤسس، ونهج الملك الباني، ونهج الملك المُعزز، في تطوير وتحديث الأردن، حتى يواصل المئوية الثانية للدولة إلى جانب جلالة الملك، بقوة واقتدار، وعِلم وكرامة، وأسرة واحدةٍ موحدة، تحت الراية الهاشمية الشامخة.
وفي الختام، نقولها نحن أبناء عشائر محافظة معان، باسم كل العشائر الأردنية، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن تجديدنا للعهد والولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني، هو تأكيد أيضاً على أننا لن نقبل بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية للأردن، وفي ذات الوقت نُعاهد الله عز وجل، ثم نُعاهد الوطن على أن نبقى الأوفياء لثرى الأردن الطاهر، وأن نظل على العهد، مُدافعين عن هذا الوطن العزيز، ومؤكدين بأن الأردن سيبقى عصياً على كل المؤامرات والدسائس، وقوياً بوِحدة شعبه، وشامخاً بقيادته الهاشمية الحكيمة، التي يرفع لواءها جلالة الملك المُعزز.
حفظ الله الأردن قلعة شامخة في وجهة كل المؤامرات
وحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك الحق والرجولة
وحفظ الله شيخ الشباب الأردني، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد
وأدام علينا في الأردن نعمة الأمن والأمان والاستقرار
وكل عام والوطن بخير ... وقائد الوطن بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحضر الاحتفال محافظ معان حسن الجبور وشيوخ العشائر والوجهاء ومدراء المؤسسات الرسمية والفعاليات الشبابية والنسائية والمجتمع المدني.
ووقع كريشان والحضور على وثيقة تؤكد على وجوب الوحدة ورص الصفوف الوطنية خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، ورفض تهجير الأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن أو إلى أي دولة أخرى.