الإمارات.. حراك ثقافي لافت و 5 أحداث تتصدر المشهد
الرقيب الدولي -
تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة حراكا ثقافيا وفنيا لافتا تجسده العديد من المبادرات التي تعزز مكانة الدولة كمنارة للإبداع الإنساني والإشعاع الحضاري على مستوى المنطقة والعالم.
وسلط التقرير الثقافي الدوري لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) للدول الأعضاء اليوم السبت تزامنا مع النشرة الثقافية لوكالة أنباء الإمارات الضوء على 5 مبادرات رئيسية شكلت أخيرا علامات فارقة في المشهد الثقافي لدولة الإمارات منها افتتاح متحف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" وتأسيس "الأوركسترا الوطنية" وإطلاق مبادرة "إرث دبي"، إضافة إلى اعتماد وسام الإمارات للثقافة والإبداع.
وشكل افتتاح متحف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية إضافة جديدة ومهمة للمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات في العاصمة أبوظبي التي ستُصبح عند اكتمالها من أهم وأكبر التجمُّعات الثقافية في العالم، حيث يمتد المتحف على مساحة 17 ألف متر مربع وتم تصميمه لإطلاق العنان للخيال الفني لدى الزوار، حيث يتطور التصميم الفني لكل قطعة فنية من خلال التفاعل بين الضوء والصوت والحركة.
ويتكون المتحف من منطقتين متميزتين، هما: المنطقة الجافة والمنطقة الرطبة، حيث يعيش الزوار سلسلة من التجارب المتمثلة في عدد من المشاهد الساحرة والمناظر النابضة بالحياة والتركيبات التفاعلية التي تتلاشى من خلالها الحدود الفاصلة بين الفن والجمهور ويضم عدة مناطق تفاعلية تمكن الزوار من خوض تجارب فنية من خلال عروض مرئية وأعمال رقمية متنوعة تسمح بالتواصل مع البيئة المحيطة في جو يمزج بين الفن والعلم والتكنولوجيا.
وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي محمد خليفة المبارك، إن "متحف تيم لاب فينومينا أبوظبي" يمثل إضافة نوعية في عالم الفن التفاعلي على المستوى العالمي، حيث يُجسد رؤية طموحة تنتقل بالزوار في رحلة فنية تتجاوز حدود الإبداع والتكنولوجيا والفنون.
وكانت الإمارات شهدت في تشرين الثاني الماضي افتتاح متحف "نور وسلام" في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، كما شهدت إطلاق مشروع "متحف دبي للتصوير"،
وشهدت إمارة دبي إطلاق مبادرة "إرث دبي" الهادفة لإحياء ذاكرة دبي التاريخية من خلال رصد وجمع وحفظ القصص والتجارب الحياتية التي تجسد ملامح تطور دبي وحياة أهلها عبر الأجيال.
وتستهدف المبادرة في مراحلها الأولى سكان دبي من مختلف الفئات العمرية لجمع أكبر قدر ممكن من الروايات والقصص المرتبطة بتاريخ الإمارة، وسيتم من خلالها العمل على إنشاء منصة تفاعلية لاستقبال المشاركات من الأفراد أو العائلات التي تمتلك روايات تاريخية وثقافية متميزة.
كما سيتم تنفيذ مبادرة "إرث دبي" على مراحل خلال العام الحالي تبدأ بجمع المشاركات من أفراد المجتمع والتي تتضمن القصص والروايات المرتبطة بتاريخ الإمارة على أن تخضع المشاركات لاحقاً للتدقيق والتقييم من منظور تاريخي واجتماعي وثقافي لفهم أبعادها.
وستقدم المبادرة أسئلة شاملة حول تاريخ دبي وإسهامات الأفراد في تطور المدينة وحياة دبي القديمة وكيفية تطور الحياة من الماضي الى الحاضر، ما يسهم في بناء سجل تاريخي جامع يعكس الروح الحقيقية للإمارة.
وفي الإطار ذاته، شكل الإعلان عن تأسيس "الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة" إضافة نوعية لتنوع وثراء المشهد الثقافي والفني في الإمارات وتجسيدا واقعيا لعنايتها بتراثها الموسيقي والانفتاح على مختلف الأنماط الموسيقية المعاصرة من جميع أنحاء العالم.
وتجسد الأوركسترا سمة الانفتاح الفكري والثقافي الذي يسود المجتمع الإماراتي ورغبته في تبادل التجارب المعرفية والفنية مع الآخرين بموازاة اهتمامه بتعزيز هويته الثقافية المحلية وحفظ موروثه الشعبي بمختلف أشكاله.
بدورها، قالت وزيرة دولة رئيسة مجلس إدارة الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة نورة بنت محمد الكعبي، إن تأسيس الأوركسترا يؤكد الاهتمام الذي توليه قيادة الدولة لتطوير الفنون نظراً لدورها الرائد في إرساء القيم الثقافية والإنسانية كونها تعد معياراً للتقدم الحضاري والإنساني وتعزيزا لقيم التسامح والتعايش.
من ناحيتها، أكدت مدير عام الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخة علياء بنت خالد القاسمي، أن هذه الأوركسترا تمثل أكثر من مجرد موسيقى، فهي رمز للالتزام بالاحتفاء بالتراث الثقافي وتعزيز التميز الإبداعي، معربة عن تطلعها إلى جعل الإمارات مركزاً للابتكار الموسيقي والتبادل الثقافي.
وتسعى الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى جذب النخبة من المواهب الاستثنائية من سن 18 عاماً فما فوق لشغل وظائف دائمة في كل من الفرق الموسيقية العربية والغربية بهدف جمع الأصوات الفردية التي تشكل نسيج الثقافة الإماراتية.
وعززت الإمارات جهود تنمية ودعم العمل الثقافي والإبداعي عبر اعتماد "وسام الإمارات للثقافة والإبداع" الذي يهدف إلى مزيد من التقدير للمثقفين والمبدعين على المستوى المحلي والعالمي وتشجيع الأجيال الناشئة على تبني العمل الثقافي والإبداعي وتعزيز الدبلوماسية الثقافية للدولة إقليمياً وعالمياً.
وكرمت الإمارات في 5 تشرين الثاني الماضي قائمة من الفائزين بوسام الإمارات للثقافة والإبداع التي ضمت عن طبقة "العطاء"رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث جمعة الماجد والمستشار الثقافي لسمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة زكي أنور نسيبة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم محمد أحمد المر ومؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي هدى إبراهيم الخميس ومؤسس "السركال أفينيو" عبد المنعم بن عيسى السركال والمستشارة البحثية في الأرشيف والمكتبة الوطنية الدكتورة عائشة بالخير.
فيما شملت القائمة عن طبقة "الرائد" الفنان التشكيلي عبد القادر محمد الريس والفنان عيد فرج الرميثي والفنان ميحد حمد المهيري والفنانة رزيقة طارش العتيبة.
وانضمت الإمارات عام 2018 إلى مبادرة "إحياء روح الموصل" التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، حيث تعهدت بتقديم أكثر من 50 مليون دولار لإعادة بناء التراث الثقافي في مدينة الموصل العراقية، وساهمت بترميم منارة جامع النوري وكنيستي الطاهرة والساعة في مدينة الموصل العراقية "الحدباء" في شهر شباط الماضي لتدخل في قائمة الكنوز التاريخية العالمية، كما ساهمت بترميم مسرح قصر الشيخ خليفة بن زايد – قصر فونتينبلو الإمبراطوري سابقاً – في فرنسا ومتحف الفن الإسلامي في مصر ومكتبة ماكميلان التاريخية في نيروبي ونُزُل السلام في مدينة المحرق البحرينية.
وبحسب التقرير قالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" أودري أزولاي، ، إن دولة الإمارات كانت الممول الرئيس لهذا المشروع الطموح الذي نجح بإعادة بناء معالم الموصل التاريخية مثل مسجد النوري ومنارته الحدباء وكنيسة الطاهرة ودير الدومينيكان، كما أسهم المشروع في ترميم 124 منزلاً تاريخياً، ما سمح بعودة أكثر من 170 عائلة إلى منازلهم.
وبينت أزولاي أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في التعاون الثقافي الدولي، سواء من خلال الأمم المتحدة أو مجموعة العشرين ما يجعلها شريكاً أساسياً لليونسكو.