"شخصية الشهر" | من بيدر القمح إلى "رائد الإستثمار" في قطاع التعليم العالي .. د.شكري المراشده، قيادة آمنة لمحطات تعليمية هامة.
خاص ب "الرقيب الدولي" -
كان البيدر مليء بالقمح، وعلى ضفاف القرية تصطف اشجار البطم، والسرو والصنوبر، وكانت رائحة الطابون في الصبح الباكر، تعطي القرية نباهة خاصة، وتحفز البيت الحجري الطيني، على ديمومة الدفء والمحبة والسلام.
من قرية "سوم" المتكئة على كتف إربد الغربي الشمالي، بدأت حكاية الرجل العصامي، رجل الإدارة البارع، الدكتور شكري رفاعي المراشده ..
ومن أجواء هذا المحيط الريفي الجميل، بدأت مخيلة الرجل تنطلق إلى غير مكان، بحثاً عن تحقيق الذات.
فما أن أنهى المراشده خدمته العسكرية وهو في ريعان الشباب، حتى بدأ يعد العدة من جديد لحياة جديدة، منحته الخدمة العسكرية، شرف الموقف، وانضباط المسيرة، والسعي الحثيث نحو تحقيق حلم راوده مذ كان يتحلق حول بيادر القمح في بلدته الوادعة ..
رحلة الإغتراب..
وفي لحظة حاسمة بعد انتهاء خدمته العسكرية، لملم "أبا فراس" أوراقه، وامتعته، وشد الرحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في رحلة جديدة في حياة الرجل، بحثاً عن حلم كان يتطلع إلى تحقيقه منذ السفر، وبعد سنوات عديدة، أمضى خلالها رحلة عمل مضنية، أسفرت عن تحقيق جزء من حلمه الذي ظل يلازمه طيلة فترة اغترابه..
وفي العودة إلى الوطن الأم وضع الرجل أول خطواته نحو مسار استكمال الحلم، وبدأ رسم مساره كمستثمر في مجال التعليم العالي و التعليمي، مازج بين الحداثة والعراقة، عبر مسار إستثماري صنعه بنفسه عبر ثروة جناها من سنوات الإغتراب والعمل .
الطريق نحو الجامعة ..
الدكتور شكري المراشده، فكر ثم انطلق ليوظف ثروته بمجالات التعليم العالي والتربية والتعليم، وشركات متعددة أخرى، غير أن الرجل الذي يعد عضواً بارزاً في جمعية رجال الأعمال الأردنية وجمعية رجال الأعمال العرب، ساهم بشكل كبير في تأسيس جامعات ومدارس عريقة، مع الحفاظ على عراقة الفلاح الذي قفز من فوق بيادر القمح، ليجلس على مقاعد رئاسة مجلس الإدارة في أكثر من شركة ساهم في تأسيسها..
ولعل جامعة جدارا العريقة في مسيرتها الأكاديمية، كانت أحد أبرز وأهم منجزات الدكتور المراشده، الذي قاد مسيرة تأسيسها في الشمال "إربد"، تعبيراً عن مدى عمق عشقه وصدق حبه لمدينته ومحافظته، كما هو عشقه لكل ذرة من تراب الوطن.
منجزات ومحطات تعليمية..
إلى محافظة إربد، الذي أحب ترابها عاد الدكتور "أبا فراس"، واستقر واستثمر في مجال التعليم العالي والتربوي ليصنع قصص نجاح حقيقية، وها هي صروح الرجل الأكاديمية والتربوية شاهدة على نجاحاته وإنجازاته المتمثلة بجامعة جدارا ومدارس الجامعة الأمريكية للشرق الأوسط والتي يرأس هيئة مديريها وإدارة شؤونها العامة .. فالرجل تبوأ مقاعد أهمها :
1- رئيس هيئة مديري شركتي جدارا الأردنية للثقافة والتعليم وشركة الشمال للاستثمار التعليمي لجامعة جدارا.
2- رئيس هيئة المديرين لمجموعة شركة الراية الدولية للاستثمار والتعليم/ المالكة لشركة الجامعة الأمريكية للشرق الأوسط ومدارسها .
3- رئيس هيئة مديري شركة المتحالفون .
4- رئيس هيئة مديرين شركة مدارس الجامعة الامريكية .
5- عضو جمعية رجال الأعمال الأردنيين .
6- عضو اتحاد رجال الأعمال العرب .
7- رئيس فخري لعدة جمعيات خيرية .
8- مستشار في شركة العالم العربي (جامعة الشرق الأوسط) سابقاً .
9- عضو هيئة مديرين في شركة العالم العربي (جامعة الشرق الأوسط) سابقاً .
10- احد مؤسسي جامعة العلوم التطبيقية.
ونظراً لبصماته الواضحة في مجال الإستثمار في مؤسسات التعليم العالي تسلم المراشده درع العطاء والانجاز على المستوى الوطني من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ، كما وتم تكريم جامعة جدارا بدرع المبادرات المتميزة على المستوى الوطني للعام2008.
مسيرة مستمرة .. وتواضع موروث.
وتستمر مسيرة العطاء والإنجاز والوفاء للدكتور شكري المراشده .. فهو من تتلمذ على يد والده في البساطة، ومحبة الناس، وعلى الرغم من اطلاع الرجل على عدة عواصم عربية وعالمية، غير أن الأردن بقي في قلبه وحله وترحاله، وظلت "سوم"، البلدة الوادعة ومسقط رأسه، تدغدغ حنينه، وظل وفياً لتراب القرية، وفضاءها الذي منه تعلم كيف ننتمي وكيف نبدع.
وأخيراً يستحق هذا الرجل، الذي لطالما أسهم في خدمة الوطن وأبنائه من خلال توفير المئات من فرص العمل والتشغيل للمتعطلين، وإطلاق العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية، إلى جانب مواقفه الوطنية المختلفة التي لا تزال عالقة في مخزون الذاكرة والتي لا يتسع المقام لتسليط الضوء عليها واستعراضها، أن يكون "شخصية الشهر" عبر منبرنا الإعلامي تقديراً واعتزازاً بقصص نجاحه المشرفة.